الاستفتاء في الرأي
العام
The Questionnaire of Public Opinion
تمهيد
الاســـــتفتاء
الجمهــــور
والرأي العام
أولاً: الجمهور
تحتاج المنشآت،
صغيرها وكبيرها، إلى ثقة الجمهور، ومن هنا نرى أن المنشآت، على اختلاف نشاطاتها،
في حاجة إلى التعرف على آراء الجمهور، ومده بالمعلومات، لكسب ثقته وتأييده، ويتطلب
هذا دراسة الجمهور وميوله واتجاهاته بصورة وافية.
ويختلف الجمهور
في حجمه وتكوينه، فقد يكون صغيرا في بعض الأحيان، وقد يكون كبيراً. فالجماعة
الخاصة بمؤسسة تربوية هي جماهير واسعة النطاق قوامها الطلاب الحاليون والسابقون
وطلاب المستقبل وأولياء الأمور، وجماهير من المؤسسات التربوية التي لها صلة
بالمؤسسات والهيئات الرسمية ذات الصلة بها، ومحررو الصحف ومذيعو محطات الإذاعة
والتلفزيون، وهكذا يتسع جمهور تلك المؤسسة. وينتمي المهندسون إلى جماعة متجانسة
تعمل في نفس المهنة، وإذا كان احدهم متخصصا في الهندسة السمعية، فهو ينتمي إلى
جماعة فرعية تنطوي تحت جماعة أكثر اتساعا، وهى جماعة المهندسين.
ويختلف الجمهور
حسب الخصائص السكانية، مثل العمر، حيث ينقسم الناس إلى فئات عمرية مختلفة، ويمكن
أن يوجه قياس اتجاه الراي العام إلى فئة عمرية دون أخرى، كما يختلف الجمهور حسب
الجنس، حيث ينقسم إلى ذكور وإناث، وينقسم كل منهم إلى متزوجين وغير متزوجين،
ومطلقين، وأرامل. وسكان العقارات ينقسمون إلى ملاك ومستأجرين، والبرنامج السياسي
قد يكون عاماً لكل الناس، وقد يكون خاصا بمن ينتمون إلى حزب سياسي معين، وهناك
تمييز البيض والسود في بعض البلدان، وهناك تمييز حسب الدين أو المذهب أو الطائفة.
كما ينقسم
الجمهور إلى جمهور محلي وجمهور خارجي. ويتكون الجمهور الداخلي من الأفراد الذين
يعملون في خدمة المنشاة مثل مجلس الإدارة، والرؤساء، والموظفين والعمال،وهذه أول
فئة يجب دراستها وتحسين علاقة المنشاة وتوطيدها. أما الجمهور الخارجي فانه ينقسم
إلى فئات كثيرة منها الجمهور بصفة عامة، وجمهور المستهلكين، وجمهور المساهمين،
وجمهور الصحافة، وجمهور الموزعين..الخ.
وفي ضوء هذا
تتضح أهمية تحديد الجمهور تحديداً واضحاً، في الحالات التي نقوم فيها بدراسة
مشكلات معينة.
ثانياً: مفهوم
الرأي العام
الرأي العام هو
المادة الخام الذي تعمل فيه المناهج البحثية، وحيث تسعى دوما على تنميته سواء فيما
يتعلق بالنظم الاجتماعية أو الاقتصادية أو السياسية او العلمية، كما تعمل على
دراسته وتحليله، و معرفة طبيعته و كيفية تكوينها، وطرق التأثير فيها ولعل أهم سمات
المجتمعات الحديثة الاعتراف بأهمية الشعوب، واعتبار الرأي العام الحكم النهائي في
الشؤون العامة، السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ومع أن الرأي العام وجود معنوي
لا نراه، فان ذلك لا ينقص شيئا من قوته، شانه في ذلك شأن الضغط الجوي الذي لا نراه
ولكنه موجود.
تعريف الرأي العام:
- هو تكوين فكرة أو حكم على موضوع أو شخص ما، أو مجموعة من المعتقدات قابلة للنقاش قد تكون صحيحة أو خاطئة، وتخص أعضاء فى جماعة أو أمة تشترك فى الرأى رغم تباينهم الطبقى أو الثقافى أو الإجتماعى.
- التعبير عن آراء جماعه من الأشخاص إزاء قضايا، مسائل، مقترحات معينه تهمهم، سواء كانوا مؤيدين أو معارضين لها، بحيث يؤدى موقفهم بالضرورة إلى التأثير السلبى أو الايجابى على الأحداث بطريقة مباشرة أو غير مباشرة فى لحظة معينه فى التاريخ.
- الرأى الغالب أو الاعتقاد السائد أو إجماع الآراء أو الإتفاق الجماعى لدى غالبية فئات الشعب أو الجمهور تجاه أمر أو ظاهره أو قضية أو موضوع معين يدور حوله الجدل، وهذا الإجماع له قوة تأثير على القضية أو الموضوع الذى يتعلق به.بالرغم من أن مصطلح الرأي العام Public Opinion لم يستخدم بهذا المسمى إلا في أواخر القرن الثامن عشر، نتيجة لظهور الجماهير الغفيرة بسبب النمو السكاني السريع حينذاك، فان المناقشات القديمة المتعلقة بالرأي العام لا تختلف كثيرا عن المناقشات الحديثة من حيث إدراك مدى النفوذ الذي يفرضه الرأي العام على تصرفات الإنسان وحياته اليومية فقد سماه (موتتسيكيو) العقل العام، وسماه (روسو) الإرادة العامة.وعرف (ماكينونW. A. MacKinnon) (1808) الرأي العام بأنه رأي في موضوع ما يضمره الأشخاص المتميزون بالذكاء و حسن الخلق، وهو يتسم بالانتشار التدريجي، فيقتنيه أغلب حتى لو تباينوا في مستواهم التعليمي )لـ اي لاويل L. A. Lawell ) فيعرف الرأي العام بأنه قبول لواحدة أو اثنتين أو أكثر من وجهات نظر متضاربة يقبلها العقل و المنطق باعتبارها حقيقة.ويرى (كولي): أن الرأي العام لن يكون تجمع لأحكام فردية مختلفة، و لكنه تنظيم تعاوني يتم عن طريق اتصال التأثير المتبادل والمشترك، وربما يختلف الرأي العام عن افتراض أن الأفراد ربما يكونون في تفكير معين كأفراد منفصل الواحد منهم عن الآخر، بيد أن هذا يتلاشى حينما نرى أن الرأي العام بمثابة سفينة تبنى عن طريق مئات من الرجال لا يستطيع واحد بعينه بنائها على انفراد.أما (ليونارد دوبLeonard Dob) فيرى أن الرأي العام يعني اتجاهات ومواقف الناس إزاء موضوع يشغل بالهم،/ بشرط أن تكون هذه الجماهير في مستوى اجتماعي واحد.و صبغ (جنزبرجGinsberg ) الرأي العام بصبغة اجتماعية، ففي رأيه أن الرأي العام رغبة مبهمة تسود المجتمع و تهدف إلى المحافظة على كيان المجتمع، فهو ظاهرة اجتماعية، و ينتج تلقائيا من تفاعل مجموعة الآراء المختلفة التي تسود بين أفراد المجتمع، وتتبلور في شكل موضوعات معينة.وهكذا يختلف الرأي العام عن الرأي الخاص، فالرأي العام هو رأي الجماعة، أما الرأي الخاص فهو رأي فرد. ويعرفه أغلب الباحثين بأنه ثمرة تفاعل الآراء والأفكار داخل أي جماعة من الناس، وقد عرفه (جيمس برايس) في كتابة (الديمقراطيات الحديثة)، بأنه اصطلاح مستخدم للتعبير عن مجموع الآراء الذين يدين بها الناس إزاء المسائل التي تؤثر في مصالحهم العامة و الخاصة.وجملة القول، فالرأي العام إنما يعبر عن آراء الجماهير، بعد المناقشة والجدل بين الأفراد، فهو ليس اتجاها انفعاليا يصدر من الجمهور الهائج الذي يجتمع اجتماعا مؤقتا، و إنما هو حكم عقلي يصدر من جمهور من الناس يشتركون بالشعور بالانتماء و يرتبطون بمصالح مشتركة، إزاء موقف من المواقف أو تصرف من التصرفات، أو مسألة من المسائل التي يثار حولها الجدل بعد مناقشة عقلية.والرأي العام ليس مجرد رد فعل بسيط أساسه العرف و التقاليد، بل على العكس من ذلك قد ينطوي على الخروج على التقاليد، فهناك وعي وتفكير للمشكلات. فالجماعة – مثلا- قد تواجه مشكلة من المشكلات تتطلب حلاً، وتتصل برغبات الجمهور وحاجاته، فيهب القادة لتحديد المشكلة وإلقاء الضوء عليها، واقتراح ما يرونه لحلها. ويعلن المختصون والمعنيون بالأمر ملخص خبراتهم و معلوماتهم، ثم يدور النقاش الحر من كل جانب ن وفي كل مكان، و تمتزج الأفكار بالعواطف، و تختلط التحيزات بالحقائق، وتتصارع المصالح و المبادئ، و تصدر الأحكام المختلفة. ويكون الرأي النهائي للجماعة هو حصيلة الاحتكاك بين هذه القوى جميعها، بما فيها من أفكار محافظة و أخرى تقدمية. وهكذا تعبر الجماعة عن رأيها العام. وعلى أساس هذه الأحكام ومدى صحتها ولياقتها يرجى للجماعة أن تبقى وتعيش. أما إذا كانت هذه الأحكام الجماعية قاصرة فاشلة فإنها تصبح معاول هدم وفناء للجماعة.ولما كان من الصعوبة بمكان اتفاق جميع الناس على موضوع ما أو مسالة من المسائل، فانه يمكن القول أن الرأي العام هو رأي الأغلبية، ونموذج معين من الفكر والقول يعم و يسود على النماذج الأخرى، وتتضمن فكرة الرأي العام مع ذلك أن ثمة رأيا متفق عليه من غالبية الأفراد، وهو ما يسمى بالرأي الغالب. و ليس معنى ذلك أن لا تكون هناك آراء متعددة للأقليات، وتلك الآراء الخاصة لاتعوق أن تطلق على الرأي السائد لدى معظم هذه الجماعات والجماعات الفرعية رأيا عاما، حيث لايوجد رأيا عاما بطريقة مطلقة أو عامة، ولكنه الحد الأقصى لمجموع الآراء.وقد يظل الرأي العام كامنا غير ظاهر لأسباب سياسية أو اجتماعية، ولكنه لا يلبث أن يظهر بشكل انفجار عندما تزول الأسباب المعوقة لظهوره.
المبحث الاول
تاريخ الاستفتاء وتعاريفه وانواعه
نبذة
تأريخية
إن ثمة أوضاعاً اجتماعية
وسياسية كانت في الأصل وراء ظهور هذا النظام. ذلك أن الديمقراطية المباشرة التي
تعني في الأصل حكم الشعب نفسه بنفسه تبدو في مفهومها المطلق مجرد نظرية مستحيلة
التطبيق. الأمر الذي حدا بفقهاء السياسة إلى التحري عن طرقٍ عملية تسمح للشعب بأن
يمارس التشريع بنفسه أو أن يشارك فيه دونما وساطة. وقد توصلوا إلى ابتداع أسلوبي الاستفتاء الذي
يجمع بين النظرية الديمقراطية المحضة وإمكانية وضعها موضع التنفيذ.
ويرجع نظام الاستفتاء إلى
القرن الخامس عشر، إذ مارسته بعض الأقاليم السويسرية «الكانتونات» cantons وكان أول إقليم مارسه هو
الفاليه Valais ثم الغريزون Grisons. فكانت الجمعية العمومية
للإقليم تسنّ تدابير مؤقتة على أن يستشار فيها الشعب ad référendum فإذا أقرّها أصبحت قانوناً. ولما عمَّ هذا الأسلوب الأقاليم
الأخرى أخذت هذه الاستشارة اسم الاستفتاء الشعبي. واقتدت بسويسرة في القرون اللاحقة بعض بلاد
العالم ابتداءً من ألمانية وبعض الولايات الشمالية من الولايات المتحدة الأمريكية
والسويد، على نطاق ضيق. ثم تبعتها فرنسة، وكان أول عهدٍ لها بالاستفتاء في عام
1793 ثم في 1795 في ظل الثورة الفرنسية. ثم لجأ إليه نابليون الأول في عام 1799
إثر الانقلاب الذي قام به، ثم في أعوام 1802 و1804 و1815. ولم تشأ السلطات
المتعاقبة على الحكم في فرنسة اللجوء إلى الاستفتاء بعد
ذلك إلى أن أحياه نابليون الثالث في أعوام 1851 و1852 و1870. ثم أهمل ثانية إلى أن
عاد لإحيائه الجنرال ديغول في أعقاب الحرب العالمية الثانية عام 1945 ثم طبق في
فرنسة عشر مرات كان آخرها في 6/11/1988 حول مصير جزيرة «نيو كلدونية».
وسرى نهج الاستفتاء من أوربة
إلى الدول الإفريقية ودخل في صلب الكثير من دساتيرها ودساتير الدول التي تحررت بعد
الحرب العالمية الثانية. كما انتقل هذا الأسلوب من الولايات المتحدة الأمريكية إلى
سائر دول القارة الجديدة. إلا أن سويسرة كانت وما تزال البلد الأمثل في الفقه
النظري والعملي للاستفتاء.
وقد بقي المؤرخون لعدة قرون لا يفرقون كثيراً في التعبير بين الاستفتاء والتصديق الشعبي الموروث عن رومة من القديم. ولم يؤخذ بالدقة في التفريق بين النظامين إلا في مطلع القرن العشرين.
إن الطريقة العملية للمشاركة الشعبية بوساطة الاستفتاء هي تصويت الناخبين على المشروعات الدستورية أو التشريعية أو القضايا المهمة التي تطرح عليهم والتي يطلب إليهم أن يجيبوا عنها على الأغلب بإحدى كلمتي (نعم) أو (لا).
تعريفات
الاستفتاء
الاستفتاء عبارة عن مجموعة من الاختبارات والطرائق القصد منه
الوقوف على الرأى العام.
وتتعدد تعاريف الاستفتاء بحسب الجهة التي تقوم بها واغراضه وحدوده. فهناك الاستفتاء الذي تقوم به الصحف والمؤسسات الخاصة والعامة أو
الدولة لرصد اتجاهـات الرأي العـام بالنسبة لموضوع أو قضية اجتمـاعية أو اقتصادية
أو سياسية معينة . وهو يبحث في المواقف المختلفة لفئة من الناس تستخلص منها بعض
النتائج التي تساعد في تكوين فكرة عامة عن أي موضوع أو قضية .
وهناك الاستفتاء الذى قد ينص عليه دستور الدولة كوسيلة اساسية لمعرفة راى الشعب في مسالة او أكثر متعلقة بنظام الدولة العام او الموافقة على ترشيح رئيس جمهورية مثلا والاستفتاء الشعبى يعتبر من مظاهر ممارسة الديموقراطية المباشرة، حيث من خلاله يبدى الشعب رأيه بالموافقة او الرفض في المسألة المعروضة عليه في الاستفتاء دون وسيط.
كما ان الاستفتاء هو
الطريقة الديمقراطية المباشرة لمشاركة الشعب في سَنِّ الشرائع الدستورية
والقانونية التي تحكم بها البلاد، وذلك بالتصويت على ما تعرضه عليه منها السلطات
الحاكمة، أو على ما يطلبه أو يقترحه هو نفسه منها. وثمة طريقة شبيهة به تؤدي إلى
هذه المشاركة الشعبية المباشرة، لأجل تنصيب رؤساء الدولة أو دعمهم، هي التصديق
الشعبي.
والفارق بين هذين
النظامين هو أن الاستفتاء
يتوجه إلى الشعب بنصوص معينة، في حين يتوجه إليه التصديق الشعبي بطرح الثقة بشخص
معين.
وقد شاع عالمياً استعمال
تعبير «استفتاء» في حالتي الاستفتاء والتصديق الشعبي على السواء، وأصبح يطلق غالباً على كليهما في
العرف السياسي.
وهناك
انواع اخرى للاستفتاء من ناحية الموضوعات التي تطرح على الاستفتاء منها:
الاستفتاء الدستوري: وهو أن يطرح على
الناخبين مشروع دستور جديد أو مشروع تعديل دستور نافذ ليقرروا قبوله أو رفضه.
الاستفتاء التشريعي: ويكون اختيارياً تارة وإلزامياً تارة أخرى، فيطرح رئيس الدولة أو المجلس التشريعي على الشعب اقتراحاً أو مشروع قانون للموافقة عليه أو رفضه.
الاستفتاء الاستشاري: قد تطلب السلطات التشريعية من المواطنين موافقتهم المسبقة على وضع مشروع قانون أو مشروع تعديل دستوري يطرحان عليهم فيما بعد. وهذه الاستشارة تسمح للمواطنين بأن يبينوا رغبتهم قبل وضع نص المشروع..
الاستفتاء التحكيمي: وذلك عندما يدعى الشعب للفصل في ما يقع من خلافات بين السلطات العامة. ففي مرحلة مابين الحربين العالميتين (1918- 1945) راعت بعض الدول الأوربية في دساتيرها أن تحتكم إلى الشعب عن طريق الاستفتاء في النزاعات التي قد تنشب بين السلطات الحكومية والسلطات التشريعية[1].
المبادرة الشعبية: هي حق المواطنين، بمبادرة منهم، في سنّ التشريعات التي لا تتحمس السلطات التشريعية لها، أو في مطالبة هذه السلطات بوضعها.[2].
حق الاعتراض الشعبي: هو أن يسن المجلس
التشريعي قانوناً ويقره. إلا أنه قبل وضعه موضع التنفيذ يعرضه على الشعب، فإذا اعترض
عليه عدد معين من الناخبين وجب طرحه على الاستفتاء
لتصديقه أو نقضه. وإذا لم يبلغ عدد المعترضين نصابه عدّ القانون مصدقاً. وهذا
الأسلوب متبع في إيطالية وفي بعض الولايات المتحدة الأمريكية الشمالية.
حق الاختيار: تطرح الحكومة على الناخبين عدة حلول ليختاروا واحداً منها[3].
الاستفتاء على
الثقة بالمجلس المنتخب القائم، إذ للشعب أن يقرّ استمرار الثقة به أو حجبها
عنه، فإذا ما حجبها عُدَّ المجلس منحلاً. وهذه الطريقة متبعة في أحد عشر إقليماً
سويسرياً. أما في الولايات المتحدة الأمريكية ففي اثنتي عشرة ولاية منها يجوز وفق
هذه الطريقة إبطال نيابة عضو في المجلس أو تسريح أحد الموظفين.
ومن الجدير
بالذكر فان مصادر القانون الدستوري تذكر أن هناك نوعين من الاستفتاء:
- الاستفتاء الدستوري، ويُعنى بشؤون الدستور من حيث الاستفتاء على كتابة دستور جديد، أو على إلغاء دستور قديم، أو تعديل مواد دستور بحذف بعض فقراته، أو بإضافة فقرات جديدة.
- الاستفتاء القانوني، ويُعنى بتدوين قانون ما يتعلق بموضوع حساس على درجة عالية من الخطورة، حيث تقوم الجهة الحكومية المخولة بعرض مسودة مشروع القانون الجديد على الشعب لمعرفة رأيه فيه، إما بالإيجاب فيكون المشروع مقبولا وملزما للجميع، أو بالسلب فيكون باطلا ليس له أثر.وهناك نوع ثالث وهو نوع نادر يُعرف "بالاستفتاء الشخصي" وهو الاستفتاء الذي يتعلق بشخص معين يراد تنصيبه كما كان منصوصا علية بالمادة 76 من الدستور قبل تعديلها.مايعنينا هنا هو الاستفتاء الذي يعرف بانه عبارة عن مجموعة من الاختبارات والطرائق، القصد منها الوقوف على اتجاهات الراي العام، حيال العديد من المشاكل العامة، التي تنفعل بها جماهير الراي العام في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية كافة.ويتلخص الاستفتاء في اختيار عينة من جمهور الرأي العام يتم اختيارها بدقة بالغة وتوجه إليه العديد من الأسئلة التي تحوي موجزًا كاملا عن المشكلة العامة المراد قياس اتجاهات الرأي العام حيالها.او هو اختيار عينة من جمهور الراي العام يتم اختيارها بدقة بالغة وتوجه اليها العديد من الاسئلة التي تحوي موجزا كاملا عن المشكلة العامة المراد قياس اتجاهات الراي العام حيالها وتوضع هذه الاسئلة طبقا لخطة معدة سلفا بكل دقة، ويجري استخلاص النتائج من اجابات الافراد عن الاسئلة، الى ترسل الى المبحوثين اما بطريق البريد او تنشر على صفحات الصحف والمجلات (الاستفتاء البريدي) او عن طريق الاذاعة والتلفزيون ليجيب عنها المبحوثون ويقوموا بارسالها الى الهيئة المشرفة على البحث او تسلم باليد الى المبحوثين ليقوموا بملئها بانفسهم ثم يتولى الباحث او مندوبه بجمعها.أشكال الاستفتاء1- الاستفتاء اللفظي.2- الاستفتاء المصور.1- الاستفتاء اللفظي.(أ) الاستفتاء المقيد او المحدد الاجابة: الاسئلة التي تتطلب وضع علامة معينة امام الاجابة الصحيحة.(ب) الاستفتاء المفتوح: مجموعة الاسئلة التي تمنح المستجوب حرية في الاجابة.(جـ) الاستفتاء الذي يجمع بين النوعين اعلاه: بعض فقراته محددة الاجابة والاخرى2- الاستفتاء المصور.يوضح الباحث اهداف الاستفتاء واهميته وكيفية الاجابة عنه شفويا حيث يقوم بعرض رسوما وصورا على المستجوبين ويترك لهم حرية الاختيار ويتلقى الاجابات شفويا ليقوم بتدوينها بنفسه.تستخدم هذه الطريقة في المجتمعات التي تشيع فيها الامية ومع الافراد غير القادرين على فهم المكتوب.المبحث الثانيمراحـــــل الاستفتـــــــاءالخطة العامةوهي عبارة عن وضع تصور عام للمشكلة المراد قياس الرأي العام حيالها ويتم دراسة هذه المشكلة بعناية فائقة لتحديد المعلومات التي يسعى الباحث للحصول عليها من خلال هذا الاستفتاء، وتوضع الافتراضات المتنوعة عن إمكانيات تنفيذ خطة الاستفتاء حسب طبيعة المشكلة ثم اختيار أنسب وسيلة للبحث سواء عن طريق وسيلة التسجيل الذاتي وأداتها استمارة الاستفتاء وهي التي يقوم الفرد بملئها بنفسه للرد على الأسئلة المبينة بها عن المشكلة المطروحة للقياس، وإما عن طريق وسيلة الأداء الشفهي وأداتها كشف البحث وهو الذي يقوم الباحث القائم بالقياس بملئه بنفسه عن طريق اتصاله بالأفراد.تصميم استمارة الاستفتاءوهي من اخطر مراحل قياس الرأي العام بطريقة الاستفتاء حيث أن الدقة في اختيار الأسئلة وطريقة إعداد الاستمارة، وما تتضمنه من بساطة ووضوح ومراعاة نفسية وظروف الأفراد الموجهة إليهم هذه الاستمارة يكون لها أثر كبير في صحة أو عدم صحة النتائج المستخلصة من عملية الإجابات على هذه الأسئلةويجب أن يراعى في إعداد أسئلة استمارة الاستفتاء:
- الدقة في اختيار الاسئلة وصياغتها
- عدم الغموض.
- حسن الصياغة.
- عدم استعمال كلمات فنية قد تحمل عدة معان.. وبالتالي اهمية التاكد من دلالة الالفاظ وعدم استخدام الكلمات ذات الدلالات الهامشية او المتباينة
- بساطة عرض المشكلة العامة المراد قياسها ومراعاة ثقافة ووعي الأفراد.
- عدم التلاعب بالألفاظ.
- مراعاة الظروف النفسية والموضوعية للمستجوبينمفهوم العينةيعتبر اختيار الباحث للعينة Sample من الخطوات والمراحل الهامة للبحث، والباحث يفكر في عينة البحث منذ ان يبدأ في تحديد مشكلة البحث.. الباحث هنا يفكر في العديد من القضايا منها نوع العينة، هل هي عينة واسعة وممثلة ام عينة محددة، هل سيطبق دراسته على كل الأفراد ام يختار قسما منهم فقط. ولاهمية موضوع العينة وتفاصيلها سنفرد لها المبحث الثالث ليتناول انواعها واساليبها ومزاياها وعيوبها.
تبويب البياناتبعد جمع البيانات في استمارة الاستفتاء، يتم تبويب هذه البيانات والإجابة بطريقة متجانسة. وذلك بتفريغها في قوائم خاصة إما باليد أو باستخدام الآلات الإحصائية.تحليل البيانات والاجاباتفي هذه المرحلة يقوم أخصائيو قياس الرأي العام، بعمليات تحليل للبيانات التي تم تجميعها وتدوين الملاحظات عليها وتفسير نتائجها.وتمثل هذه المرحلة الحصيلة النهائية لعملية القياس والتوضيح النهائي لرغبات وميول الجمهور.اعداد تقرير بالنتائجيقوم الأخصائيون بعد ذلك بإعداد تقرير نهائي لنتيجة القياس موضحا به الملاحظات والتوصيات والنتائج التي تم التوصل إليها.واتجاهات الرأي العام تجاه المشكلة العامة المطروحة. ويجب أن يتضمن التقرير كافة الخطوات التي تمت خلال عملية القياس والظروف التي صاحبتها،والعقبات التي تكون صادفت عملية القياس ومدى الإقبال من الرأى العام على الاستجابة للإدلاء باتجاهاتهم حول هذه المشكلة المراد قياسها.ويتم رفع هذا التقرير للمختصين لاتخاذ قراراتهم حول المشكلة العامة المطروحة على ضوء نتائج قياس اتجاهات الرأي العام حيالها.
مزايــا الاستفتاء
}
تقديم مجموعة واسعة من
المعلومات مقارنة ببطء ادوات البحث الاخرى
}
سهولة استخدامها لعدد
كبير من المجيبين
}
اعطاء المستجوبين فرصة
للتفكير عند اجاباتهم
}
الاقتصاد في الجهد والمال
والوقت
}
سهولة تحليل النتائج
ومعالجتها الاحصائية.
ومن مزايا الاستفتاء من كونه الترجمة
العملية للديمقراطية المباشرة إذ يسهم الشعب مباشرة في صوغ الكثير من المقررات
المهمة التي تحكمه. وهو الرديف المتمم للتمثيل الشعبي الذي تبرز فيه الديمقراطية
غير المباشرة. ومن أبرز مزايا نظام الاستفتاء:
}
أن مجالس الشعب بفضل
قيامه تمارس صلاحياتها ونصب أعينها حقوق هذا الشعب الرقيب عليها.
}
أنه وسيلة للتوازن بين
السلطات لأن لكل من السلطتين التشريعية والتنفيذية أن تحتكم إلى الشعب.
}
أنه يبعث في المواطنين
الشعور بسلطانهم المستقل في مواجهة الأحزاب السياسية، فيدلون بأصواتهم بصدق وشجاعة
ومن واقع حاجاتهم، من دون التزام السير على خطا هذا الحزب أو ذاك. قال العلامة
دوغي Duguit «إن الناخبين هم أكفأ في تقدير ملاءمة القوانين التي تنظم شؤونهم،
منهم في اختيار ممثليهم في المجالس».
}
لا ينكر الأثر الأخلاقي
الواعي الذي تخلفه هذه الطريقة الاستشارية سواء في نفوس الناخبين أو لدى الأحزاب
أو في الحياة السياسية بمجملها. ولذلك فمن شأن نظام الاستفتاء كما
يقول جورج بوردو Burdeau «أن يرقى بالشعب إلى مستوى إنساني رفيع».
عيــوب الاستفتاء
}
تقيس الراي الشخصي من دون
الراي العام لانها تعتمد على سؤال الافراد كلا على حدة.
}
لاتصلح الا للمتعلمين
(الاستفتاء يتطلب معرفة القراءة والكتابة).
}
مخاوف من فشل الطريقة في
دول العالم الثالث، وعدم الاجابة بشكل صحيح لاسباب سياسية واجتماعية.
}
عدم ضمان اعادة الاستفتاء
من قبل من اختيروا من الافراد وبذلك يكون العائد منه قليلا مما قد لايشكل تمثيلا
صحيحا للمجتمع.
ومن عيوب الاستفتاء في حال كونه الترجمة
العملية للديمقراطية المباشرة إذ يسهم الشعب مباشرة في صوغ الكثير من المقررات
المهمة التي تحكمه. ومن ابرز عيوب نظام الاستفتاء في هذه الحالة:
1.
انه يقلل من شأن الحكومة
المنبثقة عن التمثيل النيابي، كما ذهب إليه مؤرخ علم القانون آديمار إيسمن Esmein.
2.
أنه يتسم بالطابع
المحافظ، بحسب رأي العلامة موريس دوفيرجيه Duverger وآخرين. فغالبية مشروعات
الإصلاح في سويسرة، مثلاً، اصطدمت عند الاستفتاء عليها،
بحرص الناخبين على الأوضاع التي ألفوها. وكان مصيرها الرفض.
3.
أنه يغلب على الاستفتاء في
كثير من الأحيان مفهوم التصديق الشعبي، فكثيراً ما ينقاد الناخبون إلى التصويت
بحسب مشاعرهم تجاه رجل الدولة صاحب المشروع، وليس بحسب مضمون المشروع، أو أن يسلب
من الناخبين حرية الاختيار الحقيقي عندما يتراءى لهؤلاء أن التصويت السلبي على
الموضوع المطروح عليهم يتسبب في مضار كبيرة للبلد، فينجرون إلى الموافقة مكرهين.
ثم ..
ان الاستفتاء
وإن كان ديمقراطياً ومقبولاً، فإن الحكومات تلجأ في مشروع الاستفتاء إلى أخذ رأي
شعوبها لتمرير قرارات معينة. وهذا النوع من العرض - رغم حسناته- هو في الواقع لعبة
سياسية تحاول الحكومات الالتفاف بها على شعوبها، لأنها في العادة هي التي تطرح
مشروع التصويت وترغب فيه، وكل ما في الأمر أنها لا تريد أن تتحمل التبعات السياسية
والتاريخية التي تترتب على قرارها الخطير.
لذا تحاول
تمريره على الرأي العام وتقوم بالوسائل الإعلامية التي تسيطر عليها بشرح أهمية
الموضوع وخطورته بالنسبة للشعب، كما أن الكثير من الحكومات الدكتاتورية تلجأ
لتجميل صورتها وصورة نظامها وقائدها بالاستفتاء على نظام الحكم أو على شكل الحكومة
أو القائد.
المبحث الثالث
العينة ومجتمع البحث
The research
community and Samples
تمثل عملية اختيار العينات في البحث العلمي من الخطوات الأساسية التي تسهم في جمع بيانات ومعلومات عن
مجتمع الدراسة الأصلي الذي سوف تجرى عليه عملية البحث، ومن ثم تحليل النتائج
وتعميمها. لذا تعد العينات من الأدوات
الأساسية التي يتم من خلالها جمع والحصول على البيانات والمعلومات من مجتمع
البحث. وليس معنى ذلك أن عملية الحصول و تحديد العينات من الأمور السهلة التي
يلجأ إليه الباحث في كل الأحوال. ولكن
هناك طرق علمية محددة وشروط دقيقة للجوء
إلى العينات في عملية البحث العلمي وإجراءاته المختلفة. وسيتم في هذا الفصل
الوقوف على بعض الأمور التي تهم الباحث ذات العلاقة باختيار العينات وطرائقها
المتعددة، والتعرف على الفرق بين العينات العشوائية Random samples، والعينات غير العشوائية Non-random samples؛ ومن
ثم التطرق إلى أهم المبررات لاستخدام
العينات في البحث العلمي. وكذلك خطوات اختيار العينات، والعوامل المؤثرة في تحديد
الحجم المناسب لعينة البحث.
- المجتمع الأصلي للبحث Population- pool
يختلف مجتمع البحث عن المجتمع بمفهومه العام، إذ أن المجتمع البحث يمثل
جزءًا من المجتمع العام، لذا يكمن تعريف مجتمع البحث بأنه: جميع مفردات الظاهرة
التي يقوم بدراستها الباحث.
وهو مجتمع محدد الملامح، وكلما زاد تحديد هذه
الملامح كلما زأدت إمكانية إجراء دراسة يمكن تصميم نتائجها عليه. إذ هو مجموعة
كلية أو كبيرة من الأفراد أو الأحداث أو الأشياء التي تجرى عليهم الدراسة.
وأهم ما يميز أفراد مجتمع الدراسة أنه لايستطيع الباحث أن يقوم
بتطبيق أداة الدراسة عليهم، لأنهيتطلب منه وقتًا وجهدًا كبيرين. لكن عندما يكون
مجتمع البحث صغيراّ بطبيعته، أو باستطاعة الباحث احتواء جميع مفرداته فإنه يفضل في
مثل هذه الحالة ما يميز مجتمع الدراسة الأصلي انه يحوي في الغالب عدداً كبيراً من
المفردات، والتي قد لا تطبيق الدراسة على المجتمع بأكملة، ولا يحتاج الباحث لإجراء
اختيار عينة من المجتمع نفسه.
- العينات : Samples
بعد تحديد معالم مجتمع البحث، يلجأ الباحث إلى اختيار عينة مناسبة منه تمهيدًا لتطبيق
الدراسة عليهم.
فالعينة يمكن تعريفها بأنها مجموعة جزئية من المجتمع الأصلي الكلي تحوي بعض
العناصر التي يتم اختياره منه، وذلك لغرض الحصول على معلومات وبيانات عن المجتمع
نفسه.
- مبررات استخدام العينات في البحث العلمي
قد يبدو سؤال تلقائي،، لماذا لا يتم شمول جميع أفراد المجتمع الأصلي في
إجراء البحث العلمي؟ .. لذا فإن البحث العلمي
لا يشترط ذلك، وذلك للمبررات
التالية:
- توفير الوقت الذي يعد من أهم العوامل الأساسية التي يحتاج إليه ا الباحث في دراسته.
- توفير الجهد، إذ أثبتت الدراسات والأبحاث الحديثة أن نتائج إجراء البحوث على عينة ممثلة من المجتمع الأصلي تماثل نفس النتائج التي تم الحصول عليها من تطبيقها على مجتمع البحث كلياً بدرجة كبيرة.
- كما أنها تساهم في توفير الكلفة المادية التي ربما تسبب أعباء كبيرة و باهضة، خصوصًا في المشروعات البحثية والدراسات الموسعة.
- عندما يستخدم الباحث عينة صغيرة من المجتمع فإن ذلك يساعده في استخدام تحليل إحصائي بصورة أدق، وهذا يعني الوصول إلى نتائج دقيقة وسريعة.
- خطوات اختيار عينة البحث
نظرًا لما تشكله مرحلة اختيار العينة من أهمية لدى الباحث؛ فإن طريقة
اختيار العينة لابد أن يمر بخطوات محددة تتمثل في النقاط التالية(4):
- تحديد المجتمع الأصلي،الذي يتم منه الحصول على العينة.
- وضع قائمة شاملة لكل مفردات المجتمع الأصلي.
- اختيار مفردات تكون ممثلة للمجتمع من القائمة السابقة.
- محاولة الحصول على أكبر عدد ممكن من العينة، بحيث تكون كافية ومناسبة لتمثيل مجتمع البحث.
- العوامل المؤثرة في تحديد حجم العينة
يعد تحديد حجم العينة من الأمور المهمة في تمثيل العينة لمجتمع الدراسة لدى
الباحث ، والتي يمكن أن تؤثر بدرجة كبيرة في نتائج الدراسة، لذا هناك مجموعة من العوامل
المؤثرة في تحديد الحجم المناسب لعينة الدراسة والتي منها.
- مستوى الثقة Confidence Level التي يحتاجها الباحث في البيانات، وتمثل مستوى التأكيد بأن خصائص البيانات التي جمعت سوف تمثل المجتمع الأصلي.
- مستوى الدقة Precision Level وتعني الدقة التي يراها الباحث، والتي سوف تساعده في تحقيق نتائج جيدة، بحيث يكون هناك هامش بسيط للخطأ في حجم العينة.
- التباين Variance في المجتمع الأصلي للدراسة، فكلما زاد التباين بين أفراد المجتمع فإن هذا يتطلب من الباحث أن يستخدم عينة ذات حجم كبير دون النظر على الحجم الكلي للمجتمع، وإذا كان متجانساً أصبح الأمر خلاف ذلك.
- نوع التحليل الإحصائي المستخدم.
- حجم المجتمع الأصلي، فالعلاقة طردية بين حجم العينة وحجم المجتمع. فكلما زاد حجم المجتمع لابد أن يتم زيادة حجم العينة المختارة في البحث.
- تحديد حجم العينة
من الأشياء التي
تساعد في قوة البحث والدراسة هو اقتراب خصائص العينة من خصائص المجتمع الأصلي، مما
يجعلها ممثلة له، لذا يحصر كثير من الباحثين على التوسع في عينة الدراسة،
وإختيارها بطريقة عشوائية ودقيقة. لأن ذلك يقلل من حدوث خطا العينة Sampling Error . علمًا بأنه لا يوجد اتفاق بين الباحثين في وضع
نسبة محددة لاختيار عينة الدراسة، إلّا أن البعض يفضل أن لا يقل حجم العينة عن 5%
أو 10% من مجتمع البحث الأصلي.
- أنواع العينات
عندما تتضح لدى الباحث معالم المجتمع الأصلي للدراسة وظروف تطبيق إجراءات
البحث فإنه يلجا إلى إختيار عينة البحث
بالطرق العلمية، والتي كما أسلفنا تعد جزءًا من مجتمع الدراسة. ويوجد نوعان من
العينات هما:
- العينات العشوائية (الاحتمالية). Random samples
- العينات غير العشوائية. Non-random samples
أولاً: العينات العشوائية Random
samples
تتميز العينات العشوائية بأنها تتيح الفرصة
لجميع أفراد المجتمع الأصلي للدخول ضمن عينة البحث بصورة متكافئة، دون تحيز أو
تدخل مباشر من الباحث في ذلك، ويوجد عدة أنواع من العينات اللعشوائية على النحو
التالي .
- . العينة العشوائية البسيطةSimple Random Sampling
تتميز هذه العينات بأنه يمكن الحصول بطرق سهلة
وميسرة،كما أن فرص الاختيار لجميع أفراد المجتمع متسأوية احتمالياً، وتسمى هذه
الحالة بالفرصة غير الصفرية Nonzero، مما يعطيها الفرصة لأن
تكون عينة ممثلة للمجتمع بصورة كبيرة، فكل فرد يحمل جميع خصائص المجتمع
ويمثله، ولكن يجب توفر شرطين أساسين لاختيار أفرادها:
- أن يكون جميع أفراد المجتمع الأصلي معروفين لدى الباحث.
- أن يكون هناك تجانس بين أفراد المجتمع.
ولكن يعاب على هذه الطريقة بأنها في الغالب تحتاج إلى عدد كبير من الأفراد؛ لضمان تمثيل المجتمع
بصورة دقيقة.
- طرق اختيار العينة العشوائية البسيطة
- طريقة القرعة: وتتم بأن يقوم الباحث بترقيم جميع أفرد المجتمع الأصلي، ثم يضعها في وعاء أو صندوق مناسب، ثم يجري عملية السحب حتى يتم الحصول على العينة المحددة. وربما يجد الباحث صعوبة في إجرائها يكون حجم المجتمع الأصلي كبيرًا، مما يجعله يلجأ إلى طريقة أفضل وأسهل طريقة جداول الأرقام العشوائية.
- طريقة جداول الأرقام العشرية: وتتم هذه الطريقة بأن يقوم الباحث بوضع جميع أفرد المجتمع على هيئة جداول عشرية، ثم يقوم بتحديد الأرقام المطلوبة عشوائياً، سواء أفقياً أو عمودياً.
- العينة العشوائية الطبقية Random Sampling Stratified
وتهدف هذه الطريقة إلى الجمع بين
مميزات العشوائية مع زيادة في دقة التحليل. مما بساعد في زيادة التجانس داخل
المجموعات Within groups،
ويقلل التجانس في الوقت ذاته بين المجموعات
Between groups. وتتميز هذه الطريقة بضبط المتغيّرات
المتوقع تاثيرها على المتغيّر الرئيس أو
المعتمد.
تمتاز العينة الطبقية بأنها عينة احتمالية،
إضافة إلى ضبطها لمتغيّرات الدراسة أثناء تقسيم المجتمع إلى فئات.
- عيوبها:-
- أنها تتطلب من الباحث الوقت والتكلفة سواء في الجهد في الناحية المادية، إذا ما قورنت بالعينة العشوائية البسيطة.
- المعلومات المراد الحصول عليها من كل طبقة أو فئة في المجتمع تحتاج لوقت ومجهود كبيرين، خصوصًا عندما يكون المجتمع الأصلي كبير.
- دقة تمثيل الفئة للمجتمع يكون ضعيفًا في حالة كون أحد المستويات الطبقية صغيرة جدًا، مما يجعل بعض الباحثين يستبعد الطبقة في مثل هذه الحالة.
- طرق اختيار العينة العشوائية الطبقية
نظرًا لأهمية هذا النوع من العينات فإنه يتم اختيارها بطريقتين هما:
- العينة الطبقية التناسبية(النسبية)، Propartional Sampling
وفي هذه الحالة يتم اختيار العينة من كل فئة من فئات المجتمع بنسبة تتناسب
مع حجم عددها في المجتمع الأصلي. فمثلاً: عندما يكون لدى الباحث مجتمع أصلي حجمه
(500) مفردة، وكانت موزعة على النحو التالي:
جدول
رقم (1)
اختيار
العينة الطبقية التناسبية
المؤهل
العلمي
|
النسبة
في المجتمع الأصلي
|
النسبة
في حجم العينة
|
||
ن
|
%
|
ن
|
%
|
|
بكالوريوس
|
2500
|
50%
|
300
|
50%
|
ماجستير
|
1500
|
30%
|
180
|
30%
|
دكتوراه
|
1000
|
20%
|
120
|
20%
|
الإجمالي
|
5000
|
100%
|
600
|
100%
|
- العينة الطبقية المتساوية Constant Sampling
وفي هذه الحالة يتم تقسيم مجتمع الدراسة
إلى فئات، يتم فيها توزيع كل أفراد المجتمع، ومن ثم يتم اختيار عينة من كل
فئة من الفئات بالتسأوي، دون النظر إلى
حجم أو عدد المفردات في كل فئة.
ففي المثال السابق يعمد الباحث إلى اختيار عدد
متسأوي من كل فئة بواقع (200) مفردة لكل مؤهل على النحو التالي:-
جدول
رقم (2)
اختيار
العينة الطبقية المتساوية
المؤهل العلمي
|
عدد
الأفراد(المفردات)، في كلل فئة
|
حجم
العينة الطبقية المتساوية
|
بكالوريوس
|
2500
|
200
|
ماجستير
|
1500
|
200
|
دكتوراه
|
1000
|
200
|
الاجمالي
|
5000
|
600
|
- العينة العشوائية المنتظمة The regular Random Sampling
قد يرى بعض الباحثين أن هذا النوع من العينات يتم اختياره بطريقة غير
عشوائية، لأن الباحث يقوم بتحديد المسافات
بين مفردات المجتمع الأصلي بصورة منتظمة، لكن الكثير منهم يؤكد على أنها عينة
عشوائية احتمالية، خصوصًا إذا عمد الباحث إلى تحديد نقطة البداية بطريقة عشوائية دون
النظر إلى المفردة نفسها. وهذا النوع من أسهل طرق اختيار العينات العشوائية.
فمثلاً: عندما يكون لدى الباحث مجتمعًا أصليًا وعدد أفراده (5000)، كما في المثال
السابق، ويريد أن يختار منه عينة بحجم (500) مفردة بطريقة عشوائية،
- فإنه يقوم بتحديد المسافة بين كل مفردة، وليكن (10) مثلاً.
- ثم يقوم بتقسيم عدد مفردات المجتمع الأصلي على المسافة المحددة، على النحو التالي: 5000÷ 10 = 500 فئة.
- تحديد فئة الباية بطريقة عشوائية، وليس شرطاً أن يبدأ بالرقم واحد.
فمثلًا لو تم
بداية الاختيار عشوائيًا بالرقم (11)،
فستكون العينة على النحو التالي:
جدول
رقم (3)
طريقة
تحديد الفئة ونقطة البداية في اختيار العينة العشوائة المنتظمة
11
|
21
|
31
|
41
|
51
|
61
|
71
|
81
|
91
|
101
|
111
|
121
|
131
|
141
|
151
|
161
|
171
|
181
|
191
|
201
|
211
|
221
|
231
|
241
|
251
|
261
|
271
|
281
|
291
|
301
|
311
|
321
|
331
|
341
|
351
|
361
|
371
|
381
|
ألخ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
|
- العينة العنقودية العشوائية Cluster Sampling
عندما يكون المجتمع الأصلي للدراسة يتكون
من تجمعات أو وحدات متشابهة إلى حد
كبير في الخصائص والسمات، فمثلاً: عندما يتكون المجتمع من عدد من المدن ،،، أو
المدارس،،،....ألخ، ففي هذه الحالة يعمد الباحث
إلى تقسيم المجتمع إلى أقسام أو مجموعات
أوعناصر متجانسة ثم على تفريعات على هيئة تشبه العناقيد.
مثال: عندما نختار
عينةٍ عشوائيةٍ لعددٍ من مدارس مدينة الرياض التعليمية؛ وليكن على النحو التالي:
لنفرض أن مدينة الرياض
تحوي على خمسة مراكز فرعية للتربية والتعليم هي: مكاتب التربية والتعليم في الوسط،
الشمال، الجنوب، الشرق، الغرب.
- ثم نقوم بتقسيم إلى أحياء سكنية تحتوي عدد من المدارس جغرافياً.
- ثم نختار من كل حي عدد محدد من المدارس عشوائياً.
أي ان كل مرحلة من هذه المراحل تشكل عنقوداً. فأهم ما يميز هذه الطريقة
سهولة التقسيم، ثم عن عملية الاختيار تتم بسرعة ويسر. وعلى ضوء ذلك يمكن تقسيم
العينة العنقودية إلى:
- عينة عنقودية ذات مرحلة واحدة.Simple –Stage Cluster Sampling
- عينة عنقودية ذات مرحلتين. Dapple –Stage Cluster Sampling
- عينة عنقودية متعددة المراحل . Mullet –Stage Cluster Sampling
- عينة عنقودية مساحية. Area Cluster Sampling
- وتستخدم المساحية في الدراسات المساحية المتعلقة بالأراضي والمساحات الجغرافية.
- عيوب العينات العنقودية:-
- بعض الباحثين والمختصين ربما يصنفون العينة العنقودية على انها غير عشوائية؛ نظرًا لكون مرحلها وتقسيماتها يمكن أن تتم بطريقة مباشرة من قبل الباحث، أو يتدخل فيها مباشرة.
- على الرغم من أنها توفر الوقت والجهد؛ إلّا أنها قد تكون غير دقيقة مما يضع الشك في نتائجها.
- إذا افترضنا أن كل مرحلة من مراحل العينة العنقودية تمثل شكلًا واختيارًا عشوائياً بسيطًا، فإن ذلك سوف يعمل على مضاعفة خطأ العينة لدى هذا النوع، نظرًا لتعدد مراحلها.
- قد يحدث عدم تجانس في توفير العينة في المرحلة الواحدة؛ بحيث يكون توزيع أفراد العينة مثلاً في الشمال أكثر منها في الجنوب أو غير ذلك. لكن طريقة اختيار العينة ستكون بنسبة متسأوية.
- العينة المضاعفة Double Sampling
قد يحتاج الباحث أثناء تطبيق
الدراسة على عينة ممثلة من المجتمع الأصلي
إلى العودة مرة أخرى للعينة نفسها، عندما يتبين له أن هؤلآء الأفراد لديهم
معلومات أخرى يمكن ان تساهم أو تهم الباحث في الدراسة. وهذا النمط من العينات يعتبر
عشوائياً إذا تمت مراعاة شروط العشوائية في المرحلة الثانية.
ثانياً: طرق اختيار العينة غير
العشوائية
في هذه الحالة لا يعمد الباحث إلى استخدام الطريقة العشوائية، بل يلجأ إلى طرق معروفة تستند إلى مهارة الباحث وخلفياته عن مجتمع الدراسة
الأصلي، ومعرفته الدقيقة بجميع مفرداته مما يسهل عليه عملية الاختيار. ويوجد بعض
الأنواع من العينات غير العشوائية والتي منها:
- العينة الصدفية Accidental Sampling
هذا النمط من العينات
يستخدمه الباحث في الحصول على عينة من مجتمع الدراسة عن طريق المصادفة غير
المحددة. وهي من اسهل الطرق غير العشوائية، لكن قد تكون ممثلة للمجتمع الأصلي،
نظرًا لإمكانية مصادفة الباحث أغلب عينته من أشخاص ينتمون إلى
فئة واحدة فقط من المجتمع الأصلي. وقد يدخل فيها عامل التحيز بدرجة كبيرة.
- العينة الغرضية (القصدية) Purposive Sampling
عندما لا يتمكن الباحث من اختيار عينة عشوائية من المجتمع الأصلي لأي سبب
من الأسباب التي يراها مقنعة له، أو أنه يرغب في الحصول على عينة ذات مواصفات
وخصائص محددة فإنه يلجأ إلى إختيار عينة تسمى " العينة القصدية أو
الغرضية"، أي أنه يقصد أفراداً مخصوصين من مجتمع الدراسة. ويؤخذ على هذا
النوع من العينات أنه غير عشوائي ومتحيز في نفس الوقت.
- العينة الحصصية Quota Sampling
لاختيار عينة من هذا النوع، فإن الباحث يعمل على تقسيم المجتمع الأصلي على
حصص معينة تشبه إلى حد كبير طريقة اختيار
العينة الطبقية التناسبية، لكنها تختلف عنها في أن عملية الاختيار لا تتم بطريقة
عشوائية، إنما تتم بطريقة حصصية تعتمد على الباحث نفسه في تحديد العينة. وأفضل ما
في هذه الطريقة التباين بين عدد أفراد العينة والعدد الكلي لمجتمع الدراسة الأصلي،
ويؤخد على هذه العينات بأنها متحيزة وغير عشوائية، وهذا من شانه أنه يؤثر على صحة
النتائج التي يحصل عليها الباحث، مما يشكل صعوبة كبيرة في عملية تعميم النتائج على
مجتمع الدراسة.
الخاتمــــة
الرأي العام هو
المادة الخام الذي تعمل فيه المناهج البحثية، وحيث تسعى دوما على تنميته سواء فيما
يتعلق بالنظم الاجتماعية أو الاقتصادية أو السياسية او العلمية، كما تعمل على
دراسته وتحليله، و معرفة طبيعته و كيفية تكوينها، وطرق التأثير فيها ولعل أهم سمات
المجتمعات الحديثة الاعتراف بأهمية الشعوب، واعتبار الرأي العام الحكم النهائي في
الشؤون العامة، السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ومع أن الرأي العام وجود معنوي
لا نراه، فان ذلك لا ينقص شيئا من قوته، شانه في ذلك شأن الضغط الجوي الذي لا نراه
ولكنه موجود.
- هو تكوين فكرة أو حكم على موضوع أو شخص ما، أو مجموعة من المعتقدات قابلة للنقاش قد تكون صحيحة أو خاطئة، وتخص أعضاء فى جماعة أو أمة تشترك فى الرأى رغم تباينهم الطبقى أو الثقافى أو الإجتماعى.
- وواحدة من اهم طريق قياس الراي العام هو الاستفتاء حيث تتعدد تعاريفه بحسب الجهة التي تقوم بها واغراضه وحدوده. فهناك الاستفتاء الذي تقوم به الصحف والمؤسسات الخاصة والعامة أو الدولة لرصد اتجاهـات الرأي العـام بالنسبة لموضوع أو قضية اجتمـاعية أو اقتصادية أو سياسية معينة . وهو يبحث في المواقف المختلفة لفئة من الناس تستخلص منها بعض النتائج التي تساعد في تكوين فكرة عامة عن أي موضوع أو قضية .وهناك انواع اخرى للاستفتاء من ناحية الموضوعات التي تطرح على الاستفتاء منها: الاستفتاء الدستوري والاستفتاء التشريعي والاستفتاء الاستشاري ولاستفتاء التحكيمي وغيرها.وتم تعريف الاستفتاء على انه عملية اختيار عينة من جمهور الراي العام يتم اختيارها بدقة بالغة وتوجه اليها العديد من الاسئلة التي تحوي موجزا كاملا عن المشكلة العامة المراد قياس اتجاهات الراي العام حيالها وتوضع هذه الاسئلة طبقا لخطة معدة سلفا بكل دقة، ويجري استخلاص النتائج من اجابات الافراد عن الاسئلة، الى ترسل الى المبحوثين اما بطريق البريد او تنشر على صفحات الصحف والمجلات (الاستفتاء البريدي) او عن طريق الاذاعة والتلفزيون ليجيب عنها المبحوثون ويقوموا بارسالها الى الهيئة المشرفة على البحث او تسلم باليد الى المبحوثين ليقوموا بملئها بانفسهم ثم يتولى الباحث او مندوبه بجمعها.المصـــــــادر
- النعيمي، أ.د. محمد عبدالعال، واخرون (2009)، طرق ومناهج البحث العلمي، الطبعة الاولى، الوراق للنشر والتوزيع، عمان- الاردن.
- المرعشلي، أ.د. يوسف (2011)، اصول كتابة البحث العلمي ومناهجه، الطبعة الاولى، دار المعرفة، بيروت – لبنان.
- سميسم، أ.د. حميدة (2002)، الرأي العام وطرق قياسه، الطبعة الاولى، دار ومكتبة الحامد للنشر والتوزيع، عمان-الاردن.
- عودة، احمد سليمان وفتحي حسن ملكاوي (1990)، أساسيات البحث العلمي في التربية والعلوم الانسانية، توزيع مكتبة الكتاني، إربد-الاردن.
- الدبيسي، د. عبدالكريم علي (2011)، الراي العام عوامل تكوينه وطرق قياسه، دار المسيرة للنشر والتوزيع، عمان- الاردن.
- المؤتمر الدولي" استطلاعات الراي واتخاذ القرار بين النظرية والتطبيق (6-8 فبراير 2007)، متطلبات انشاء وتحديث وحدة قياس الراي العام، القاهرة.
[1] . وأول هذه الدساتير
الدستور الألماني الذي أقرته الجمعية التأسيسية في فيمار Weimar في
مطلع عام 1919، والذي جعل من ألمانية دولة اتحادية مؤلفة من سبع عشرة ولاية تتمتع
بالاستقلال الذاتي وأوجب أن يكون الفصل في أي نزاع يقوم بين جميع سلطاتها، بتحكيم
الشعب فيه بوساطة الاستفتاء
[2] ودستور إقليم برن السويسري يعطي الناخبين حق المطالبة بسنّ قانون
أو إلغاء قانون قائم أو تعديله فيما إذا تقدم بهذا الطلب عدد منهم لا يقل عن اثني
عشر ألفاً. والحكومة في هذه الحالة أمام أحد خيارين، فإمّا أن تستجيب للطلب. أو أن
تطرح الاقتراح نفسه على الاستفتاء. أما على الصعيد الفدرالي السويسري فإن حق الاقتراح
المقرر في هذا المجال هو في الأمور الدستورية فقط على ألا يقل عدد الطالبين عن
خمسين ألفاً
[3] ومن أبرز الأمثلة على هذه الطريقة ما جرى طرحه على الشعب الفرنسي
في 21/10/1945 بُعيد الحرب العالمية الثانية، إذ طُلب إليه بيان ما إذا كان يرغب
في أن تكون الجمعية التي ينتخبها في اليوم ذاته جمعية تأسيسية مكلفة وضع دستور
جديد أو تكون مجرد مجلس نواب يعمل ضمن نطاق القوانين النافذة. وإذا أصبحت جمعية
تأسيسية فهل تتمتع بسلطات غير محدودة أو إنها تتبع دستوراً مؤقتاً إلى أن تنتهي من
وضع الدستور الجديد؟.
No comments:
Post a Comment