Friday, July 22, 2016

النُظُمِ الإعلامية وأخلاقيات الإعلام - مختصر من كتاب الدكتور سليمان صالح


26 سؤال وجواب عن النُظُمِ الإعلامية

وأخلاقيـاتُ الإعـلام

من كتاب اخلاقيات الاعلام للدكتور سليمان صالح



إعداد وترتيب

نجم العيساوي



النظم الاعلامية واخلاقيات الاعلام

س1: علل: شغلت قضية حرية الصحافة الانسانية منذ فترة طويلة من الزمن، وكان الخلاف حول حرية الاعلام في العالم نتيجة طبيعية وربما صحية ايضاً.

تنوع المجتمعات الانسانية ثقافياً وحضارياً، وما انتجه هذا التنوع من اختلاف في الاراء والمواقف والنظرة للكون لموقع الانسان على خريطته، ومن ثم كان من الطبيعي ان تتنوع الاجتهادات، وتتعدد الاراء حول الحرية، كما تعددت وتنوعت في كل القضايا المحورية في الحياة الانسانية، وبدون هذا التعدد والتنوع والاختلاف لم يكن من الممكن ان تستمر الحياة وتتواصل وتتطور، وان يحقق الانسان الثراء الفكري الذي ينتج عنه الابداع والتقدم، ففرض نموذج واحد على البشر هو خطر يهدد الحياة الانسانية بالتوقف والجمود.



س2: ما الحقوق التي تتشابك مع حرية الاعلام؟ والى ماذا قاد هذا التشابك؟

حرية الاعلام او الصحافة تتشابك مع الكثير من الحريات والحقوق الفردية والمجتمعية الاخرى وهي:

  1. حرية العقيدة.
  2. حرية الفكر.
  3. حرية التعبير.
  4. ديموقراطية الاتصال.
  5. الحق في المعرفة.
  6. الحق في المشاركة السياسية.
    كما ان هناك حقوق اخرى للمجتمع الانساني تتطلب حمايتها والموازنة بينها وبين حرية الصحافة وهي:

  1. حماية الامن القومي.
  2. حماية النظام العام والاداب والاخلاقيات العامة.
  3. حماية حق المجتمع في ادارة العدالة.
  4. حماية الهوية والذاتية الثقافية للمجتمع.
  5. حماية الاستقلال الوطني.
  6. حق المجتمع في التنمية.
    وهناك ايضا حقوق اخرى للافراد جديرة بالحماية في مواجهة حرية الصحافة من اهمها:

  1. حماية السمعة والكرامة الشخصية للمواطن.
  2. حماية حق الانسان في الخصوصية.
  3. حماية حق الانسان في النشر الصحيح عنه.

    قاد هذا التشابك الى:

  • زيادة الاحساس بالحاجة الى تنمية اخلاقيات الاعلام وتطويرها.
  • انتاج مفاهيم مختلفة قامت على اساسها نظم اعلامية.


س3: ينقسم النظام الشمولي الى نوعين هما النظام السلطوي والنظام الشيوعي، ماهو النظام السلطوي؟

النظام السلطوي: من اقدم النظم الصحفية الا انه:



  1. لايزال حتى الان يتحكم في الصحافة في الكثير من دول العالم خاصة في دول الجنوب.

  2. لايزال هناك بعض النصوص القانونية والقيود والتقاليد الموروثة من فترات طبق فيها هذا النظام في دول اوربا خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر.

  3. تستخدم الصحافة في هذا النظام لزيادة سيطرة الدولة والدفاع عن مصالح الطبقة الحاكمة.

  4. يعكس فكر السلطويين توجهاً نخبوياً يقوم على الشك في الجماهير ويرون انهم غير قادرين على اتخاذ القرارات بانفسهم، وبالتالي فانه في حال امتلاكهم السلطة سيشكل خطرا على المجتمع، لذلك فان اشخاصا متميزين هم الذين يجب ان يحكموا فهم النخبة القادرة على اتخاذ القرارات وممارسة السلطة.


س4: ما المباديء الاساسية التي حددها دينيس ماكويل للنظام السلطوي؟

  1. ان الصحافة يجب ان تؤيد السلطة القائمة بشكل دائم.
  2. يحظر على الصحافة ان تنشر ما يمكن ان يشكل نقداً للحكومة، او ما يمكن ان يؤدي الى اضعاف النظام.
  3. يحظر على الصحافة نشر مايمكن ان يشكل أية اساءة الى النخبة والطبقة المسيطرة او القيم السياسية والاخلاقية.
  4. يعتبر فعلا جنائيا كل هجوم على السلطة او السياسة الرسمية، ويتعرض الصحفيون في هذا النظام للكثير من العقوبات.
  5. لايتمتع الصحفيون في هذا النظام باي استقلال داخل منظماتهم المهنية او المؤسسات الصحفية التي يعملون بها.


س5: ما الوسائل التي تعتمدها النظم السلطوية في تطبيق مبادئها؟

  1. القيود التشريعية.
  2. ضرورة الحصول على ترخيص من السلطة لاصدار صحيفة.
  3. انذار الصحف وتعطيلها لفترات محددة، واغلاقها عن طريق القضاء طبقا للقوانين التي اصدرتها السلطة او بالطريق الاداري دون الحاجة الى نص قانوني.
  4. الرقابة بكل اشكالها العسكرية والمدنية المباشرة وغير المباشرة.


س6: هل بمقدور النظم السلطوية الاستمرار بتحدي الظروف الجديدة من الحرية التي اتاحتها التطورات الهائلة في تكنولوجيا الاعلام؟

لايمكن ان تستمر النظم السلطوية بفرض القيود على الصحافة واجبارها على الانصياع لسياسة السلطة فثورة الاتصالات تفرض شروطها على الجميع، وسترغم جميع الدول على اعادة حساباتها وقوانينها التي اصبحت خارج الزمن خصوصا بعد ان اصبحت صناعة الاعلام هي الصناعة الرئيسة في العالم.



س: ينقسم النظام الشمولي الى نوعين هما النظام السلطوي والنظام الشيوعي، ماهو النظام الشيوعي؟

النظام الشيوعي: يقوم هذا النظام على ان الطبقة العاملة تملك السلطة في المجتمع، ولكي تحتفظ بهذه السلطة فانها يجب ان تتحكم في وسائل الانتاج العقلي، ولذلك فان الصحافة ووسائل الاعلام الاخرى يجب ان تخضع لسيطرة الطبقة العاملة ومنظماتها (الحزب الشيوعي).



س7: ماهي المباديء الاساسية التي حددها دينيس ماكويل للنظام الشيوعي؟

  1. ان وسائل الاعلام يجب ان تخدم مصالح الطبقة العاملة وتكون تحت سيطرة هذه الطبقة.
  2. حظر الملكية الفردية للصحف ووسائل الاعلام.
  3. من حق المجتمع فرض الرقابة والاجراءات والقيود القانونية الاخرى لمنع نشر اية افكار ضد الاشتراكية، كما انه من حق المجتمع فرض عقوبات على الصحفيين.



س8: علل ما ياتي: ان تجربة النظام الشيوعي وضحت أهمية حرية الاعلام واخلاقيات الاعلام بشكل كبير؟

كان ذلك واضحا عقب انهيار الاتحاد السوفيتي:

  1.  اكتشف عقب انهيار الاتحاد السوفيتي كيف اخفت وسائل الاعلام الكثير من المعلومات عن الجماهير، او بمعنى ادق لم تستطع ان تنشرها نتيجة للقيود الصارمة التي فرضها النظام.
    [مساحات واسعة من الاراضي جرى تلويثها]
    [مئات الالاف من الكتب والاعمال الفنية القديمة تم تدميرها]
    [60 مليون من البشر تم ابادتهم منذ عام 1917 حتى منتصف الثمانينات]

  2. اكتشف عقب انهيار الاتحاد السوفيتي كيف ان الناس كانوا يعيشوا حياة بائسة، وكيف كانوا يعانون الفقر والظلم والحرمان، وكيف ان الكثير من الماسي كانت ترتكب دون ان يكتشفها احد.

  3. لهذا كان هناك احد المطالب الاساسية لموجة الثورات الاجتماعية التي انتشرت في وسط اوربا هو انهاء السيطرة الحكومية على وسائل الاعلام.


س9: ما وجهة نظر النظرية الشيوعية في موضوع الصحافة في الغرب؟

ساهمت بنقد اوضاع الصحافة في الغرب، وقاموا بتحليل اوضاع وسائل الاعلام الغربية بمنهج نقدي ساهم بشكل كبير في الكشف عن مساويء اوضاع وسائل الاعلام في المجتمعات الراسمالية، لكن البديل الذي قدموه كان بديلا مراً، فهو لايعدو كونه عملية اقامة احتكار التنظيم السياسي الواحد (الحزب الشيوعي) كبديل للاحتكار الراسمالي، وكلاهما يؤدي الى غياب التعددية والتنوع، وبالتالي غياب حرية الاعلام.



س10: كيف كان موضوع اخلاقيات الاعلام في ظل النظام الشيوعي؟

بالرغم من النقد الذي وجهه الباحثون اليساريون لاخلاقيات الاعلام التي تطورت في الغرب بانها اخلاقيات برجوازية، الا ان اخلاقيات الاعلام في النظام الشيوعي لم تكن هناك حاجة اليها، ذلك انه في غياب الحرية، فانه حتى لو وجد ميثاق اخلاقي فانه من الصعب تطبيقه.

يلاحظ ان جول اوربا الشرقية وبعض دول الاتحاد السوفيتي السابق مثل روسيا وارمينيا قد اصدرت مواثيق اخلاقية عقب انهيار الاتحاد السوفيتي في التسعينيات، ذلك لانه قد ظهرت الحاجة الى هذه المواثيق بمجرد ان تم الغاء بعض القيود القانونية والسلطوية على وسائل الاعلام.



س11: ما الاسس التي حددها ماكويل للنظام الليبرالي الراسمالي؟

  1. ان النشر يجب ان يكون حراً من أية رقابة مسبقة.
  2. ان سوق الصحافة والاعلام حرة ومفتوحة لكل شخص او جماعة لامتلاك الصحف ووسائل الاعلام وادارتها بدون الحصول على ترخيص مسبق من السلطة.
  3. ان النقد الموجه الى الحكومة او الى اي حزب سياسي او مسؤول رسمي يجب ان لايكون محلا للعقاب حتى بعد النشر.
  4. عدم وجود اي نوع من القيود على جمع المعلومات.
  5. ان لايكون هناك اي قيد على نقل وارسال المعلومات عبر الحدود القومية.
  6. يجب ان يتمتع الصحفيون بالاستقلال المهني داخل مؤسساتهم الاعلامية.


س12: وضح اهمية فكرة "السوق الحرة والمفتوحة للافكار" في النظام الليبرالي؟ وما النتائج التي ترتبت على ممارسة هذه الفكرة؟

تحتل فكرة "السوق الحرة والمفتوحة لكل الافراد وحرية الانتاج والاستهلاك" مكانة مهمة داخل هذا النظام حيث انها تشكل البناء الاقتصادي للراسمالية، ومن ثم فانها من الطبيعي ان تشكل اساس نظام الصحافة ووسائل الاعلام.

اما الفكرة الثانية فهي عدم تدخل الدولة في شؤون الصحافة ووسائل الاعلام، ويحظر الدستور الامريكي على الكونكرس ان يصدر اي قانون يقيد حرية التعبير او الصحافة.

لكن المشكلة ان اوضاع الصحافة في اوربا وامريكا خلال النصف الثاني من القرن العشرين قد ابتعدت بشكل كبير عن تلك الافكار الليبرالية، حيث ان السوق الحرة لم تعد قادرة على توفير التعددية والتنوع في مجال الصحافة ووسائل الاعلام نتيجة لتزايد ظاهرة الاحتكار والتركيز في ملكية وسائل الاعلام.

س13: يرى شيلر ان اعظم انجاز احرزه التضليل الاعلامي الامريكي هو تكريس مفهوم محدد للحريات الصحفية، وابتعاد منظم عن مباديء النظرية الليبرالية وفكرة السوق الحرة، ناقش هذا الراي.

بالنسبة لتكريس مفهوم محدد للحريات الصحفية من خلال صياغته في عبارات تتسم بالنزعة الفردية، وهو ما يمكن المفهوم من اداء وظيفة مزدوجة، فهو يحمي حيازة الملكية الخاصة لوسائل الانتاج من ناحية، وهو يطرح ذاته بوصفه حارسا لرفاهية الفرد موحياً بان الاخيرة لايمكن بلوغها الا في وجود الاولى، وفوق هذا المعنى او التفسير الهيكلي يتم تشييد هيكل كامل من التضليل الاعلامي.

ان وهم حرية الاختيار فيما يتعلق بالاعلام اكثر انتشارا في امريكا لان الذين يسيطرون على الاعلام يحافظون على استمرار الخلط بين الكم الاعلامي وتنوع المضمون.

س14: ما الانعكاسات التي احدثتها حروب الخليج على الاعلام الغربي عموما والامريكي خصوصا؟

الاتجاهات:

  1. تزايد التزام وسائل الاعلام بالمباديء او القواعد التي تحددها الدولة والنظام السياسي والاقتصادي العالمي الحالي.
  2. قيام وسائل الاعلام الامريكية بتعبئة الراي العام وتصنيع التاييد العام للموقف الامريكي.
  3. استخدام وسائل الاعلام كأداة للدعاية في الحرب.
  4. تدهور المؤسسات الديمقراطية التقليدية وعدم قدرة الصحافة على القيام بوظيفتها في الرقابة على الحكومة او مايطلق عليه وظيفة كلب الحراسة.

    الانعكاسات:

  1. ان الصحافة الامريكية تعمل داخل احكام ونظم واتفاقيات وقيود وهي ليست حرة بالمطلق.
  2. الابتعاد كثيرا عن مباديء النظرية الليبرالية وان السوق لم تعد حرة ولم تعد قادرة على توفير الفرص المتكافئة للتعبير الحر عن كل الاراء ووجهات النظر وتغطية الانباء من مصادر متعددة ومتنوعة.

    س15: هناك من يرى ان العوامل التي ادت الى انهيار الشيوعية في اوائل التسعينيات موجودة في داخل النظام الراسمالي. كيف تفسر ذلك من خلال الشواهد والادلة؟
    معدل قراءة الصحف اصبح يتناقص في الولايات المتحدة الامريكية وهو ماادى الى تدهور القاعدة الاقتصادية للصحافة، ففي استطلاع اجرى عام 1995 في امريكا على مستوى قومي ظهر ان 45% فقط من الامريكيين انهم قرأوا صحيفة يومية في اليوم السابق، وذلك اقل من المعدل السابق في استطلاع اجري عام 1994 حيث ذكر ان 58% من الامريكيين انهم قرأوا صحيفة يومية في اليوم السابق، ومقارنة بنتيجة استطلاع عام 1965 كانت فيه النتيجة ان 71% من الامريكيين قراوا جريدة يومية في اليوم السابق.

    تناقص الاعلانات وهو ما ادى الى ظهور دعوة لاعادة التفكير في القاعدة الاقتصادية للصحف.

    س16: كيف تقيم "اخلاقيات الاعلام في النظام الليبرالي" في ضوء ما أفرزته الحضارة الغربية من السيطرة الاحتكارية على وسائل الاعلام؟
    ان النظام الليبرالي وما آل اليه من السيطرة الاحتكارية على الوسائل الاعلامية قد وفر بيئة لنمو وتطور اخلاقيات الاعلام، لكنها نوعية من الاخلاقيات ذات طابع فردي، يرتبط بالفلسفة الراسمالية. لقد كانت هذه الفردية هي الملمح الاساسي للبيئة الاجتماعية الغربية منذ عصر التنوير، وهي القوة الدافعة لثقافة مهنة الاخبار، لذلك فان تاريخ اخلاقيات الصحافة تطور داخل هذا السياق الاجتماعي والمهني، وعكس هذه الروح الفردية.
    لهذا فان الاخلاقيات الاعلامية التي تطورت داخل السياق الفكري والاجتماعي والمهني الغربي، وتحديدا في الولايات المتحدة كانت هي الاخلاقيات المرتبطة بالتجارة والتسويق والبزنس والتي تهدف الى تحقيق المزيد من الارباح عن طريق زيادة معدلات التوزيع والمشاهدة.
    لكن كان هذا على حساب المكانة المجتمعية للوسائل الاعلامية، وهو ما ادى الى تدهور الحالة المعنوية للصحفيين الذي اصبحوا يشكون في اهمية الدور الذي يقومون به وقيمته. وبالتالي فان احتكار ملكية وسائل الاعلام الغربية ادى الى تدهور الحالة المعنوية للصحفيين الذين اصبحوا يشكون في الدور الذي يقومون به، وبداوا يشعرون ماهم الا موظفون لايقومون بدور اعلامي حقيقي لصالح المجتمع.

    س17: ما المباديء الاساسية التي حددها ماكويل لنظرية النظام الليبرالي الصحافة؟







    س18: بين باختصار الظروف التاريخية التي نشأت بموجبها نظرية المسؤولية الاجتماعية لوسائل الاعلام؟
    نتيجة لتزايد ظاهرة التركيز والاحتكار في ملكية وسائل الاعلام في الدول الغربية، ومانتج عن هذه الظاهرة من سباق بين الوسائل الاعلامية التي تمتلكها هذه الاحتكارات لزيادة معدلات التوزيع والمشاهدة بالتركيز على المواد التافهة والخفيفة التي تتمثل في الرياضة والجنس والفضائح فقد بدأ البحث في الدول الغربية عن نظام جديد للصحافة.
    وبعد ان سادت لفترة طويلة من الزمن في الغرب رؤية ترى ان الالتزام الوحيد بالنسبة للصحافة هو الالتزام بحرية الصحافة وان الدستور الامريكي يحمي الصحافة من الخضوع لاي تنظيم حتى لو كان تنظيما ذاتياً.. فقد ادت التطورات في مجال الاعلام الى ظهور رؤية اخرى ترى ان حرية الصحافة ليست حقا طبيعيا لكنها امتياز منح على اساس ان تشكل فائدة للمجتمع، ولذلك فان هذه الحرية لايمكن ان تستمر الا اذا كانت حرية مسؤولة Accountable Freedom.
    كما ظهرت رؤية اخرى تقوم على ان هناك عقد اجتماعي غير مكتوب بين كل مهنة والمجتمع، فالمجتمع يحمي اصحاب هذه المهنة في عملهم في مقابل ان لايسببوا ضررا للمجتمع، ومن اهم هذه المهن الصحافة.
    ولذلك فانه ولكي يستمر المجتمع في حماية حرية الاعلام فان وسائل الاعلام لابد ان تقوم بدور لصالح المجتمع، وان يتم العمل على تقليل الضرر الذي يمكن ان يلحق بالمتجتمع نتيجة ممارسة الاعلام الى ادنى حد ممكن.
    لذلك فانه  لكي تحصل وسائل الاعلام على مساندة شعبية تمكنها من الاستمرار والاستمتاع بالحرية فانها لابد ان تتوصل الى تصور جديد لوظيفتها في المجتمع.

    س19: لجنة هوتشنز، ماذا قدمت؟ وماذا شخصت؟
    اللجنة الامريكية لحرية الصحافة 1947 عبرت عن ان السوق الحرة قد فشلت في تحقيق الوعد بحرية الصحافة، وان التطورات التكنولوجية والتجارية قد ادت الى تقليل فرص الافراد والجماعات المتنوعة في الدخول الى السوق والتمتع بحق النشر، كما ادت الى هبوط معايير اداء الصحافة والى فشل في تلبية احتياجات المجتمع الاخلاقية والاجتماعية، بالاضافة الى تناقص قدرات الصحافة على امداد المجتمع بالمعلومات.

    س20: لخص اهم مباديء نظرية المسؤولة الاجتماعية لوسائل الاعلام كما حددها ماكويل؟

  1. ان الصحافة ووسائل الاعلام الاخرى يجب ان تقبل وان تنفذ التزامات معينة للمجتمع.
  2. ان هذه الالتزامات يمكن تنفيذها من خلال الالتزام بالمعايير المهنية لنقل المعلومات مثل الحقيقة والدقة والموضوعية والتوازن.
  3. لتنفيذ هذه الالتزامات يجب ان تنظم الصحافة نفسها بشكل ذاتي.
  4. ان الصحافة يجب ان تتجنب نشر مايمكن ان يؤدي الى الجريمة والعنف والفوضى الاجتماعية او توجيه أية اهانات الى الاقليات.
  5. ان الصحافة يجب ان تكون متعددة وتعكس تنوع الاراء وتلتزم بحق الرد.
  6. ان للمجتمع حقا على الصحافة هو ان تلتزم بمعايير رفيعة في ادائها اوظائفها.
  7. ان التدخل العام يمكن ان يكون مبررا لتحقيق المصلحة العامة.
    س21: ما الحلول التي قدمتها نظرية المسؤولية الاجتماعية لوسائل الاعلام لمسألة اخلاقيات الاعلام؟

  1. انشاء مجالس للصحافة تكون مهمتها المحافظة على حرية الصحافة، والمحافظة على ارفع المعايير المهنية للصحافة، وبحث شكاوى الجمهور ضد الصحف.

  2. اصدار مواثيق اخلاقية مهنية، يقوم الصحفيون انفسهم باصدارها عبر منظماتهم المهنية مثل النقابات والاتحادات التجارية، او من خلال مجالس الصحافة.

  3. ان تقوم الوسائل الاعلامية نفسها باصدار مواثيق اخلاقية.

  4. نظام الامبودسمان: وهو جهاز يراسه شخص يتمتع بفهم دقيق لاخلاقيات الصحافة والقضايا المتعلقة بها ويعمل على التوصل الى حل لاي نزاع بين المواطن والصحيفة وينقسم الى نوعين: الامبودسمان العام والامبودسمان الخاص.

  5. النقاد الداخليون: بمعنى ان تقوم الوسائل الاعلامية نفسها بتعيين نقاد داخليين يقومون بنقد وتقييم ماتقدمه الى الجمهور من مضمون.

  6. النقد الخارجي: يتمثل في انشاء مجلات وصحف تتخصص في نقد مضمون وسائل الاعلام، ويعتبر بلاك وباريانت ان وظيفة نقد الصحف وتنمية وسائل هذا النقد من اهم اركان نظرية المسؤولية الاجتماعية للاعلام. يضاف الى ذلك البرامج التلفزيونية والاذاعية والصفحات المتخصصة في الصحف لنقد وسائل الاعلام.

  7. استطلاعات الراي: ان من اهم الوسائل لتحسين جودة المضمون الذي تقدمه وسائل الاعلام هو معرفة اراء الجمهور في ماتقدمه هذه الوسائل عبر استطلاعات الراي العام.

  8. تطوير التواصل بين الاعلاميين والجمهور من خلال تعيين ممثلين للقراء في مجالس تحرير الصحف وتعيين ممثلين للمستمعين والمشاهدين في مجالس تحديد سياسات محطات الاذاعة والتلفزيون.

  9. تشجيع البحث العلمي في مجال الاعلام وان تكون غير تجارية يقوم باجرائها اكاديميون حول ادراك المواطنين للرسائل الاعلامية وتقييم مضمون وسائل الاعلام وتشجيع المهنيين والخبراء على تاليف الكتب حول ذلك.

  10. التعليم والتدريب: من خلال زيادة معرفة الاعلاميين ووعيهم وتحسين قدراتهم المهنية لضمان التزامهم بالمعايير المهنية وتحسين نوعية ماتقدمه الوسائل الاعلامية.

  11. ان تلتزم الصحف بنشر التصحيحات في مكان بارز.

  12. الالتزام بنشر الاراء المؤيدة والمعارضة في كل القضايا العامة.

  13. نشر خطابات المواطنين الى المحرر والتوسع في صفحات منابر الراي.

    س22: لخص المباديء الاساسية لنظرية الاعلام التنموي طبقا لدينيس ماكويل؟

  1. ان وسائل الاعلام يجب ان تقبل وان تنفذ دورا ايجابيا في انجاز اهداف التنمية طبقا للخطوط التي تحددها السياسة القومية.
  2. ان حرية الاعلام يمكن ان يتم فرض قيود عليها طبقا للاولويات الاقتصادية والاحتياجات التنموية للمجتمع.
  3. ان وسائل الاعلام يجب ان تعطى الاولوية في مضمونها للغة والثقافة القومية.
  4. ان وسائل الاعلام يجب ان تعطى الاولوية لاخبار الدول النامية القريبة سياسيا او ثقافيا او جغرافيا.
  5. ان الدول لها الحق في التدخل في شؤون وسائل الاعلام، وتقييدها وفرض الرقابة عليها، وتقديم اعانات لها، والسيطرة عليها من اجل تحقيق اهداف التنمية.

    س23: قيم الممارسات العملية للدول النامية في تطبيق نظرية الاعلام التنموي؟
    لقد كانت ممارسات الانظمة في الدول النامية عقب الاستقلال تقوم على الخلط والتلفيق، مع الارتكاز بشكل اساسي على تلك القوانين الموروثة من الحقبة الاستعمارية، ومعظم هذه القوانين مشتق من نظرية السلطة.

    والسمة الاساسية للتجارب الاعلامية في الدول النامية هي قيام السلطة بتقييد حرية الصحافة وتكريس تبعية الصحافة للسلطة، وفي اطار هذه العملية تزايدت حدة تبعية وسائل الاعلام للنظام الاعلامي الدولي.

    لقد ادت ممارسات الانظمة الحاكمة في الدول النامية ورغبتها في التحكم والسيطرة على وسائل الاعلام باسم التنمية الى اعاقة البحث عن نظرية جديدة ومستقلة للاعلام في هذه الدول، فالخلط والتلفيق لايمكن ان يؤدي الى الوصول الى نظرية مستقلة، بل ان هذه النظرية لايمكن ان تاتي الا من خلال دراسات جادة ومناقشة حرة تستهدف تشخيص المشكلات التي تواجه هذه الدول، وطرح الحلول لها، وهو مايمكن تن يشكل نظرية جديدة ومستقلة.

    ان الملمح الاساسي الذي يحكم النظم الاعلامية في الدول النامية او دول الجنوب هو التبعية للسلطة والتبعية للنظام الاعلامي العالمي الذي تسيطر عليه دول الشمال الغنية. ولابد ان تستهدف اية نظرية جديدة مستقلة للاعلام في هذه الدول كسر هذين النوعين من التبعية، هذا هو التحدي الذي يجب ان يواجهه الباحثون في مجال الاعلام والاعلاميون في الدول النامية بشجاعة.

    من الواضح ان الاوضاع الاعلامية في دول الجنوب لم توفر مناخا يمكن ان تنمو فيه اخلاقيات الاعلام وتتطور، بل ان هذه الاوضاع قد ادت الى نمو الكثير من المشكلات ذات الطبيعة الاخلاقية والتي استغلتها السلطات في الكثير من الاحيان كمبررات لفرض المزيد من القيود على حرية الاعلام، ولتبرير استمرارية سيطرتها على هذه الوسائل.

    وفي بعض الاحيان ادى عدم التضامن المهني بين الصحفيين الى عدم قدرتهم على تطوير مباديء اخلاقية يمكن ان تربطهم بالجماهير، وتكسب المساندة الشعبية لقضية حرية الاعلام، بالرغم من انه كان يمكن الاعتماد على ترك الصحافة في مرحلة الكفاح الوطني خاصة في بعض الدول مثل مصر والجزائر للحصول على المساندة الشعبية لقضية حرية الاعلام.

    يضاف الى ذلك ان هناك تراثاً ثقافياً وحضارياً في هذه الدول خاصة الوطن العربي، كان يمكن ان يساهم في تشكيل نظرية جديدة لاخلاقيات الاعلام، وبناء منظومة اخلاقية لهذه الوسائل تربط بينها وبين المجتمع والجماهير، وهو مايؤدي الى زيادة فعالية الدور الذي يمكن ان تقوم به وسائل الاعلام في خدمة القضايا المجتمعية، ومن اهمها حماية الاستقلال الوطني والتحرر من الاستعمار وتحقيق التنمية.
    لكن معظم هذه الدول ظلت تفضل السيطرة السلطوية المباشرة على وسائل الاعلام، وتحويل الصحفيين الى موظفين، وهو ما اعاق نمو صناعة الاعلام والمعلومات في هذه الدول، وتناقض القدرات المهنية للاعلاميين وبالتالي زيادة التبعية الاعلامية للنظام الاعلامي الدولي.

    س24: ما المطلوب من الدول النامية ان تعمله للتخلص من التبعية الاعلامية للنظام الراسمالي؟

    لذلك فان هذه الدول لابد ان تبدأ مرحلة جديدة من الكفاح ضد التبعية الاعلامية للنظام الاعلامي الدولي، وذلك:

  • بالعمل على تنمية صناعاتها الاعلامية والمعلوماتية.
  • وفتح كل الابواب لتطوير هذه الصناعات.
  • وتطوير القدرات المهنية للاعلاميين.
  • وفي اطار ذلك فان تطوير اخلاقيات الاعلام يصبح ضرورة، حيث يمكن ان يساهم هذا التطوير في صياغة تصور جديد لدور وسائل الاعلام ووظيفتها في المجتمع، يجعل الاعلاميين يقومون بدورهم ووظيفتهم اقتناعاً منهم باهمية هذا الدور، وان هذا الدور الذي يقومون به هو الذي يوفر لهم احترام المجتمع.
  • بالاضافة الى ان الاعلاميين يمكن ان يقوموا بتحسين جودة ونوعية المضمون الذي يقدمونه الى الجمهور اذا ما تم التوصل الى صياغة منظومة اخلاقية اعلامية مستقلة وثم تدريب الاعلاميين عليها.

    س25: تعد نظرية "المشاركة الديمقراطية" احدث اضافة لنظريات وسائل الاعلام، لخص اهم عناصرها طبقاً لدينيس ماكويل؟

    تعتبر هذه النظرية احدث اضافة لنظريات وسائل الاعلام ومعظم افكارها موجودة في النظريات الاخرى، ومثل معظم النظريات فقد نشأت كرد فعل ضد النظريات الاخرى، وكحركة ايجابية نحو اشكال جديدة من مؤسسات وسائل الاعلام والمنبه الاساسي لهذه النظرية جاء كرد فعل للطابع التجاري والاتجاه الى الاحتكار في وسائل الاعلام.

    عناصرها:


  1. ان المواطنين والافراد وجماعات الاقلية لهم الحق في الاتصال عبر وسائل الاعلام والحق في ان تقوم وسائل الاعلام بتلبية احتياجاتهم المعرفية والثقافية.
  2. ان تنظيم وسائل الاعلام، وماتقدمه من مضمون يجب ان لايخضع لاية سيطرة سياسية او بيروقراطية من جانب الدولة.
  3. ان الجماعات والمنظمات والمجتمعات المحلية يجب ان يكون لها وسائل اعلامها الخاصة.
  4. ان افضل اشكال الاعلام هي وسائل الاعلام الصغيرة التي يمكن من خلالها تحقيق التفاعل والمشاركة السياسية.

    س26: قيم الواقع الحالي لنظرية المشاركة الديمقراطية؟
    من الواضح ان هذه مازالت افكار مطروحة، ولم تطبق بعد، وهي يمكن ان تشكل اساسا لنظام اعلامي اذا ما تم تطويرها، والفكرة المحورية في هذه النظرية هي ضرورة تشجيع الصحف ووسائل الاعلام الصغيرة المعبرة عن الاقليات والاتجاهات السياسية التي لاتتمتع بالقدرة على الاتصال من خلال وسائل الاعلام الكبيرة، هذا بالاضافة الى الزام وسائل الاعلام الكبيرة في المجتمع بتوفير مساحة مناسبة لعرض اراء الاقليات والاتجاهات السياسية المختلفة.

    ومن الواضح ايضا ان هذه النظرية يمكن ان تفتح الابواب لتطوير مجموعة من المباديء الاخلاقية الاعلامية، من خلال وسائل الاعلام الصغيرة، ذلك ان مثل هذه الوسائل يمكن ان تكون اكثر حرصاً على علاقاتها بالجمهور، واكثر حساسية للمشكلات الاخلاقية، بالاضافة الى ان وسائل الاعلام الصغيرة يمكن ان تؤدي الى تزايد المشاركة الجماهيرية في العملية الاعلامية.




    Najm Al-Eessawi

No comments:

Post a Comment