Wednesday, November 4, 2020

الانتخابات الأمريكية 2020 Donald Trump or Joe Biden- US Elections


تمثل الانتخابات الأمريكية حدثاً مهماً على مستوى العالم، وشغلاً شاغلاً لجميع الأنظمة السياسية وذلك لانعكاسات تلك الانتخابات على العلاقات الاقتصادية أو السياسية والأمنية، وحتى الاجتماعية لدول العالم، لماذا تنعكس الانتخابات الأمريكية على دول العالم بهذا الحجم؟ هل هو انعكاس حقيقي؟ أم أنه بروباغاندا متلازمة للأداء الإعلامي للسياسة الأمريكية؟ أم أنه تخوف حقيقي من القادم المجهول فيما اذا وصل سدة الرئاسة الأمريكية شخصية جمهورية أو ديمقراطية لم يعتد العالم على التعامل معها؟

في ضوء المعطيات التاريخية والتجارب السياسية التي نعرفها عن أمريكا يظهر جلياً أن أمريكا - ومعظم الدول المتقدمة- فيها الانتخابات حالة ديمقراطية يتم فيها مبادلة الأدوار وتغيير الوجوه - مع ثبات العمل المؤسسي والاستراتيجيات التي تنبثق عن تلك المؤسسات، وما دور الرئيس إلا أشبه بشخص مكلف بإدارة تلك العلاقات الدولية والتحدث بصوت عال بسياسة تلك الدولة، ومخاطبة جمهورها والجمهور الخارجي.

هذا يؤكد أن كرسي الرئاسة وظيفة تسويقية وعلاقاتية أكثر منها حالة تتعلق بالنظام برمته، ولهذا تجد في أغلب تلك الدول المتقدمة ثباتاً في المؤسسات والسياسات، وتجديداً في العلاقات والشخصيات، وتجد كذلك تنافسا سياسيا محدوداً بمعنى محدودية الأحزاب السياسية المتنافسة، بل أن السياسة المؤسسية يصعب معها إن لم يكن مستحيلاً أن تنبثق أحزاب أخرى تتنافس سياسيا.. بل تظل الحال هكذا ممارسة ديمقراطية حقيقية لكنها في حدود مرسومة، أفضل لهم - حسبما أعتقد-  من ممارسة سياسة منفتحة تضيع معها مؤسسات الدولة باقتصادها وأمنها، وتخضع معها مكانة الدولة لكاريزما شخص مسؤول.


فماذا نتوقع من الانتخابات الأمريكية 2020 فوز ترامب أو بادين، في الحقيقة الأمر لايهم إلا المجتمع الأمريكي على المستوى الجماهيري، لان الانتخابات عندهم مهرجاناً يتنافس نظيران فيها ونظيران حقيقيان لايختلفان، ومن هنا تأتي شدة المنافسة، لكن النظيرين لن يختلف أداء أحدهما على المستوى الخارجي إلا في حدود ضيقة ضمن الطريقة والأسلوب فقط.

 

ومن المهم أن نشير إلى أن الأداء الإعلامي بل السياسية الإعلامية للولايات المتحدة الأمريكية وعلى مر عقود من الزمن هي سياسة استراتيجية وليس اعتباطية او ارتجالية، وهو جزء أساس من السياسة العامة للدولة، بل هي في مقدمة أي عمل استراتيجي مقصود، وباتت تلك السياسة تعود على أمريكا بكثير من العوائد السياسية والاقتصادية والأمنية دون أن تحرك جندياً واحداً، لأنها مهدت الطريق للعمل الإعلامي، وأسندت التخطيط للمؤسسات، والتنفيذ لكبرى الشركات، فما يقوله الإعلام الامريكي اليوم يخضع للتحليل والإجراءات من قبل دول العالم ومؤسساته.