Thursday, March 5, 2015

واقع تدريس الاعلام في الجامعات العربية

واقع تدريس الاعلام في الجامعات العربية

اعـــداد: نجـم العيساوي

=====================

توطئة:

أنشئت جامعة الزيتونة باعتبارها أول جامعة في العالم في تونس، ثم أنشئت جامعة فاس في المغرب عام 859، تلتها جامعة الأزهر في القاهرة في 1970 والجامعة المستنصرية في بغداد في 1984. أنشأ العرب أيضاً عدة جامعات في قرطبة في القرنين العاشر والحادي عشر. [يختلف المؤرخون حول هذه التواريخ، وخصوصا حول تاريخ تأسيس أول جامعة في العالم.] في تلك الأوقات، كان الأوروبيون يأتون للدراسة في الجامعات العربية. حتى القرن السادس عشر، عندما انقلبت الأوضاع رأساً على عقب فشهدت المنطقة العربية تراجعاً فكرياً وعلمياً في حين بدأ الأوروبيون بالتقدم. بدأ تاريخ جديد للتعليم مرة أخرى في المنطقة مع قدوم المستشرقين لها في القرن 18. في عام 1866، فتحت الجامعة الأميركية في بيروت أبوابها كأول جامعة حديثة في المنطقة. حتى عام 1953، كان لدينا 14 جامعات فقط في المنطقة بأسرها معظمهم جامعات خاصة. اليوم، يوجد نحو 600 جامعة في المنطقة، ومايقارب 11 مليون طالب وطالبة وأكثر من 200.000 أستاذ جامعي. ومع ذلك، فنحن نواجه العديد من التحديات والعقبات، أبرزها ثلاثة: جودة مخرجات التعليم العالي، وضعف البحوث وهجرة المدرسين والأكاديميين وحتى الطلاب في الآونة الأخيرة. أ.ه

الدراسات الاعلامية في الجامعات العربية:

لقد كانت انطلاقة الاعلام مبكرة في الوطن العربي الا انها بدأت محدودة في بعض الجامعات العريقة والقديمة والتي كانت على تماس مباشر مع الحضارات الخارجية، وهذا أسهم في انشاء اقسام ومنظمات اعلامية فعلية كما هو الامر في جامعة القاهرة وتونس وغيرها.

 وتعرفنا من خلال الاستقراء والاطلاع على الدراسات المنهجية المقدمة بهذا الشأن الى عدة نتائج منها، ان اقسام الاعلام وكلياته في معظم جامعاتنا تتقدم باتجاه ايجابي من الناحية النظرية بشكل ملحوظ لكنها بطيئة الاثر من الجانب التطبيقي لعوامل مختلفة، منها ثقافي ومنها ما هو سياسي وفكري، لكن على العموم هناك شعور حقيقي ان الاعلام في الجامعات العربية يحتاج الى اهتمام اكبر من قبل الهيئات القائمة على التدريس خصوصا وانه ثبت أنه لاتوجد فروق ذات دلالة إحصائية تعزى لمتغير التخصص، وأن هناك عدة معوقات تواجه تدريس الإعلام في الجامعات العربية تمثلت في عدم وجود نظام لضبط الجودة في أغلب الجامعات العربية، وعدم وجود ميزانيات لأقسام الإعلام، وغياب السياسة الواضحة في عملية قبول الطلبة في أقسام الإعلام، كما اتضح ضرورة زيادة ساعات تعليم اللغة الإنجليزية، واستخدام الإنترنت في الإعلام، وزيادة الإبتعاث الخارجي، وتبادل الزيارات والاهتمام بالتدريب الإعلامي.

وأصبح تدريس الإعلام في العصر الحديث مطالبًا بإعداد وتخريج نوعية متميزة من الخريجين الذين تتوافر فيهم القدرة على التعلم والتدريب مدى الحياة، حيث أصبحت هناك فجوة بين أقسام الإعلام والمؤسسات الإعلامية، فهناك فجوة لعدم وجود آليات استراتيجية تحكم التعاون بين جميع الأطراف المشاركة في العمل الإعلامي.

ولا يتحقق ذلك إلا في ظل توافر نظام أكاديمي تتوافر فيه متطلبات الجودة الشاملة في العملية التعليمية، مما يتطلب إعادة النظر دومًا وبصورة تقييمية وتقويمية مستمرة في منظومة تدريس الإعلام بجوانبه ومضامينه ووسائله وأشكاله ومرافقه ومعامله وأدواته كافة، وفق التطورات التكنولوجية والتقنية المتسارعة في ثورة المعلومات ووسائل الاتصال.

 لذا فإن أقسام الإعلام في الجامعات العربية مطالبة بمواكبة حاجة السوق الإعلامي العالمي في مجال التقنيات والمعلومات الاتصالية والتدريبية ومناهج التدريس وتنمية المهارات الاتصالية لعناصر العملية التدريسية؛ مما يتطلب أن تتواكب مناهجها وبرامجها وتطبيقاتها لحاجات هذه السوق، بما يجعلها أكثر مرونة لمواكبة المتغيرات المتسارعة في مجال الإعلام.

تاريخ تدريس الاعلام في الجامعات العربية:

في جمهورية مصر العربية:

ويرجع تاريخ الدراسات الإعلامية الجامعية في مصر إلى عام 1939 حينما تم إنشاء معهد الصحافة العالي الذي عرف فيما بعد باسم معهد التحرير والترجمة والصحافة في كلية الآداب جامعة القاهرة. ويرجع الفضل في تأسيس المعهد إلى الدكتور محمود عزمي والدكتورالعبقرى طه حسين، وكان المعهد يمنح دبلوما عاليا معادلاً لدرجة الماجستير.

وفي عام 1954 تحول المعهد إلى قسم للتحرير والترجمة والصحافة بكلية الآداب، يمنح درجات الليسانس والماجستير والدكتوراه، وتولى رئاسته الدكتور/ عبد اللطيف حمزة. وفي 19 ديسمبر 1969 تم تحويل القسم إلى معهد مستقل للإعلام، بدأت الدراسة فيه لطلاب الدراسات العليا في مارس 1971، وفي أكتوبر من نفس العام لطلاب البكالوريوس.

وفي 1974 تحول معهد الإعلام إلى كلية الإعلام، لتكون أول كلية مستقلة للإعلام في الشرق الأوسط، تضم ثلاثة أقسام علمية هي: (الصحافة والنشر)، و(الإذاعة والتليفزيون)، و(العلاقات العامة والإعلان).

في العراق:

تأسست كلية الاعلام عام 2002 في جامعة بغداد بواقع قسمين هما قسم الصحافة وقسم الصحافة الاذاعية والتلفزيونية. ثم فتح قسم ثالث في عام 2005 هو قسم العلاقات العامة. وكانت كلية الاعلام قسماً تابعاً لكلية الاداب منذ تأسيسه في عام 1964 وكان يحمل حينها اسم (قسم الصحافة). وقد تمت الاستعانة في السنوات الاولى بعد التأسيس باساتذة من مصر الشقيقة يحملون شهادة الدكتوراه بالاعلام ويأتي في مقدمتهم د.عبداللطيف حمزة ود. حسين عبدالقادر. وقد خرجت الكلية افواجا من الصحفيين والاعلاميين، شغل الكثير منهم مناصب رفيعة في المؤسسات الاعلامية المحلية والاجنبية.

في لبنان

تشهد كليات الإعلام في لبنان تنافساً حامياً، إذ تحاول إنتاج طلاب قادرين على خوض معركة الإعلام بكلّ أشكاله وعناوينه بما يتناسب مع عقل وشخصية المتلقي أي أفراد المجتمع. إنّ “الجامعة اللبنانية” “وجامعة بيروت العربية” تعدان الأقوى والأجدر على ساحة مضمار اختصاص الإعلام لما لهاتين الجامعتين خصائص ومهارات تجعلها في صدارة التفوق الأكاديمي وعلى رأس قائمة الجامعات في اختصاص الإعلام وخاصة قسم الصحافة المكتوبة.

فحسب نظام “العربية” يحتاج الطالب إلى سنة أولى آداب عامة يخضع بعدها إلى اختبار خطي وشفهي لينقل تماماً إلى اختصاص الإعلام، وبالتالي يحتاج الطالب إلى أربع سنوات متتالية ليتخرج. وبحسب نظام الجامعة أيضاً، يُحرم من هذا الاختبار كل طالب رسب ولو في مادة واحدة في كلية الآداب. وتجدر الإشارة أن هذا النظام غير موجود في الجامعات الخاصة الأخرى مع أنه يقدمون نفس المواد الدراسية، إذ أنهم يقومون بامتحان الدخول منذ بداية السنة الدراسية ويدرسون الإعلام بكافة أقسامه ( تلفزيون-راديو-صحافة مكتوبة) لكافة الطلاب. بعكس الجامعة اللبنانية التي تقوم بامتحانات دخول لكافة الأقسام قبل بداية السنة حسب الطلبات المقدمة من الطلاب لكل اختصاص.

الاستديو مكمّلاً للكتاب النظري و هو خطوة مهمة و ضرورية في عالم الإعلام

وبهدف مجاراة التطور التكنولوجي من حولها، جهّزت كل كليات الإعلام في لبنان  باستديوهات تتيح للطلاب فرصة الوقوف أمام عدسات الكاميرات، وإعداد البرامج التلفزيونية وتصويرها وإخراجها، والقيام بتجارب الأداء والتحكم بالأجهزة كلها، بالإضافة إلى تدرب الطلاب على الإخراج الفني والمونتاج والتصوير على أيدي الأساتذة الذين يعتبرون أن الاستديو سيكون مكمّلاً للكتاب النظري وهو خطوة مهمة وضرورية في عالم الإعلام.

كلية الاعلام في جامعة القاهرة:

أقسام الكلية: تنقسم الكلية لثلاثة أقسام هي:

1.       إعلام عربي

2.       إعلام إنجليزي

3.       صحافة إلكترونية

وينقسم كل من قسمي إعلام عربي وإعلام إنجليزي إلى:

1.       إذاعة وتليفزيون

2.       صحافة

3.       العلاقات العامة

ويبدأ التخصص في فرع من الفروع ابتداءً من السنة الثانية للطالب في القسم العربي و السنة الثالثة للطالب في القسم الإنجليزي. وتم افتتاح قسم للتعليم المفتوح بالكلية عام 2009 وهو من ارقى اقسام الكلية ويدرس فية قسم عام اى تكون على ادراك تام بكل الاقسام مما يوفر فرص عمل

الاستوديوهات

توجد في كلية الاعلام استديوهات للإذاعة والتلفزيون. صممت الأستديوهات المصممة بطريقة علمية تتناسب مع الاحتياجات الفنية للإنتاج التلفزيوني، ومنها عزل جدران الاستديوهات وأرضياتها ضد الصوت والحرارة بالصوف الزجاجي وتضم الاستوديوهات:

1.             استديو الراديو

2.             غرفة التحكم في استوديو الراديو

3.             الاستديو التلفزيوني

4.             غرفة التحكم في الاستديو التليفزيوني

تضم منطقة الأستديوهات غرفتين للمونتاج التلفزيوني إحداهما وحدة مونتاج لا خطي NON LINEAR تدار بالكمبيوتر، وتعد أحدث وحدة مونتاج من نوعها، وتماثل ما هو مستخدم من وحدات المونتاج الرقمية الحديثة في التلفزيون المصري. وحدة المونتاج الأخرى تعتمد على خاصية المونتاج المباشر مزودة بالأجهزة الرقمية والمؤثرات البصرية. وان وحدات المونتاج بالاستوديو هي غرفة المونتاج الخطى.

الجدير بالذكر أن المواد التلفزيونية المنتجة من الأستديو صنفت على أنها مواد مستوفية (من الناحية الهندسية) لشروط البث التلفزيوني

نقاط الضعف في الجامعات عموما

1.               عدم ايلاء الخريجين الاهتمام المناسب ضمن التخطيط السنوي (او ديوان الخدمة المدنية) لمعظم الدول العربية.

2.               بعض معايير اعتماد الأساتذة الجامعيين في أقسام الصحافة، تركّز على الجانب الأكاديمي النظري دون العملي التطبيقي.

3.               معاناة بعض الجامعات التي تدرس الاعلام من عدم تعاون مؤسسات الإعلام في تدريب الطلاب، فهم إما يقبلون عددا قليلا، أو لا يعملون بجدية على صقل مهاراتهم وإكسابهم الخبرات العملية الضرورية، وعدم دعم التدريب الخارجي، ومتابعة الطلبة خارجيًا، إضافة إلى الافتقار إلى مؤسسات إعلامية عالية المستوى تستطيع أن تستوعب تدريب الطلبة.

4.               ان مؤسسات إعلامية كبرى بين أجنبية وعربية عاملة في البلاد (رويترز، مكتب قناة الجزيرة ومكتب قناة العربية)، لا تحبّذ بالضرورة تشغيل خريجي الصحافة، ولكنها تشترط أن يكون ملماً بأساسيات العمل الإعلامي، لاسيما التحرير الصحفي، الثقافة المتعمقة، بخاصة مواضيع الاقتصاد والسياسة. كما أكدت جميعها “على أن يكون ذكياً ممتلكا للحس الصحفي.

5.               عدم وجود نظام واضح لضبط الجودة في الجامعات العربية.

6.               عدم وجود ميزانيات مالية خاصة بتطوير العمل الإعلامي وخاصة المعامل وتطويرها.

7.               عدم وجود سياسة واضحة في قبول الطلبة المتلحقين بدراسة الإعلام.

8.               نقص الكادر المهني المتخصص، خاصة حملة الدكتوراه، في مجال الصحافة.

9.               نقص الإمكانات المادية والمالية، وعدم توافر أجهزة كافية في بعض الأقسام لتدريب الطلبة.

10.           عدم التطوير المستمر لمساقات تدريس الإعلام، بما يواكب التطورات التكنولوجية العالمية الحديثة.

11.           عدم الربط بين احتياجات المجتمع وما هو مطروح في الخطط الإعلامية، إلا في القليل من المساقات.

12.           الافتقار إلى المراجع الإعلامية الحديثة والمترجمة، والنقص في الدوريات المتخصصة في مجال الإعلام.

13.           عدم وجود تواصل وانفتاح مع أقسام الإعلام في الجامعات المحلية والخارجية، لإحداث نوع من التعاون المشترك وتبادل الخبرات

14.           افتقار بعض الأقسام في اغلب الجامعات إلى عدم وجود نظام ابتعاث خارجي، يشجع على استكمال الحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه في مجال الإعلام

المقترحات والطموح:

1.             تنسيق الاتصال وتبادل الزيارات لمحاضري أقسام الإعلام مع الجامعات الأخرى، لفتح المجال امام الخبرات المهنية والبحثية والتدريسية والإطلاع على تجارب هذه الجامعات في مجال الإعلام.

2.             الاهتمام بالابتعاث الخارجي لحملة الماجستير والمتفوقين من حملة البكالوريوس بتنويع ابتعاثهم بين الجامعات العربية والأجنبية.

3.             توفير ميزانيات مالية لأقسام الإعلام، بما يلبي الحاجات اللوجستية والطارئة والهامة وتطوير المعامل.

4.             أن يتم اختيار الطلبة الملتحقين بأقسام الإعلام طبقًا للمعايير المهنية، خاصة في معدل في الثانوية العامة مع إجراء مقابلة شفوية وتحريرية، مع الأخذ بالاعتبار عاملي الهيئة والثقافة.

5.             الاهتمام بإدخال استخدام الانترنت في تعليم الإعلام، بما يؤدي إلى التواصل بين المدريسين والطلبة، وتبادل المعلومات.

6.             توفير قاعات خاصة بطلاب وطالبات الإعلام، تتوافر فيها إمكانات التدريس من وسائل تعليمية وظروف بيئية وصحية جيدة.

7.             المحاولة الدائمة لإحداث تغييرات في الخطط الدراسية، بما يتوافق مع احتياجات المجتمع، والتغييرات التكنولوجية في مجال التدريب والاتصال، مع التركيز على الجانب العملي في التخصصات المختلفة.

 

 

No comments:

Post a Comment