Thursday, March 14, 2019

العوامل المؤثرة في القائم بالاتصال


العوامل المؤثرة في القائم بالاتصال

نجم العيساوي – آذار 2019

أكدت العديد من الدراسات والأبحاث والخبرات أن القائم بالاتصال تحيط به مجموعة عوامل تؤثر في أدائه الإتصالي وأساليب تقديمه للرسالة الإتصالية، حتى أن بعضهم يعتقد أن القائم بالاتصال شخصية مقيدة ومحددة بتلك العوامل ولا قرار له، وهذا مخالف للتطور الذي يشهده عالم الاتصال بما في ذلك القائمون به، والمساحة التي تتيحها اليوم مجالات الاتصال بمختلف وسائله. ومن أبرز العوامل التي تؤثر في عمل القائم بالاتصال:

1.   القـيم الشخصـية للقائم بالاتصال: إذ أن القيم التي يحملها القائم بالاتصال تمثل له السياق الاجتماعي الذي يعيش فيه، وأخذ منه تقاليده وأعرافه ومبادئه، وهذا بلا شك يؤثر في قرارته واختياراته، وعليه فالقائم بالاتصال سواء كان في مؤسسة إعلامية أو انتاجية يتحرى من المعلومات التي ينقلها للمستفيد منها ما يتوافق ومعتقداته وأخلاقياته.

2.   العوامل التنظيميـة للمؤسسـة: تمثل العوامل التنظيمية في المؤسسة السياقات الإدارية والهيكلية التنظيمية فيها، ويكون القائم بالاتصال فيها جزءا من كل، ولايمكن له أن يتخذ قراراً حول آلية الاتصال ومضمون الرسالة، ما لم يكن ذلك عن طريق السلسلة الإدارية التي ينضم لها، وبهذا فإن القرار الاتصالي للقائم بالاتصالي ينتج عن مؤسسة تمثل نشاطاً جماعياً وفق نظام إداري متسلسل.

3.   استراتيجية المؤسسة وأهدافها: تمثل استراتيجية المؤسسة البوصلة التي تحدد اتجاه العملية الاتصالية فيها، وتضع العلامات البارزة لعمل القائم بالاتصال وجميع العالمين فيها، بما يتفق وسياسة المؤسسة وأهدافها، فيكون العاملون فيها ملزمون بتحقيق تلك السياسة حتى لو اختلفت مع ما يعتقدونه هم، لأن المؤسسة ملزمة بتحقيق سياسة محددة، بينما العامل غير ملزم بالعمل في مؤسسة لا تلتزم معتقداته واتجاهاته.

4.   البيئة المجتمعية التـي توجد فيه المؤسسة: تؤثر طبيعة البيئة المجتمعية التي تعمل فيها المؤسسة على أداء القائم بالاتصال، وتؤثر في طريقة تعامله واسلوبه في إيصال الرسالة الاتصالية، والحقيقة أن هذا العامل ينبغي أن تضعه بالحسبان كل المؤسسات، باعتبار أن المؤسسة تحرص على رضا المجتمع الذي يحيط بها، وتتعامل معه، ويمثل لها الجمهور المقرب، أو الجمهور المؤمل كسبه، وبالتالي يتحدد عمل القائم بالاتصال بهذا العامل ويسعى أن يكون مرضيا للمجتمع، فالعمل بهذا المناخ يعد عملا تبادلياً، إذ أن القائم بالاتصال يؤثر ويتأثر. ويدخل ضمن هذا العامل طبيعة النسيج الاجتماعي وأسس تكوينه سواء كانت مدنية أو قبلية أو حضرية أو بدوية، وكل مجتمع له وزنه وثقله ومعاييره وطبيعته التي تؤثر في أداء وعمل القائم بالاتصال.

5.   طبيعة المتلقي المباشر: يعد نوع الجمهور المباشر وطبيعته أحد أبرز العوامل المؤثرة  في القائم بالاتصال، إذ أن القائم بالاتصال يتصل بهم بصورة مباشرة لكونهم يمثلون عملاء المؤسسة أو موظفيها أو زبائنها الدائمين. وهذا يرتب على العلاقة بين الطرفين تاثيراً كبيراً في تحديد أساليب الاتصال وصياغة مضمون الرسالة الاتصالية.

6.   الرضا الوظيفي: يمثل الرضا الوظيفي للقائم بالاتصال عنصراً جوهرياً في أدائه وحسن نقله للرسالة الاتصالية، ويمثل الرضا الوظيفي بالنسبة للقائم بالاتصال انعكاساً لسياسة المؤسسة وأسلوب الإدارة، والإشراف الفني، والإمكانـات المتاحـة فـي العمـل، ومقدار الراتب، والمكافآت والحوافز، والتقدير الشخصي، وطبيعة العلاقات الشخصية مع الرؤساء، الانسجام مـع الـزملاء فـي العمـل، والأمن الوظيفي، والوضع الاجتماعي، والحياة الشخصية وغيرها، إلا أن المؤسسة معنية فيما يتعلق بها وهي تمثل النسبة الأكبر للرضا الوظيفي، وهذا ينعكس إيجاباً على كفاءة الأداء والإجـادة وتحقيـق الانتمـاء الوظيفي.

7.   الوضع الشخصي للقائم بالاتصال: بالإضافة إلى جميع العوامل المذكورة أعلاه، فإن الحالة النفسية والصحية للقائم بالاتصال تؤثر تاثيراً مباشرة في أدائه وعمله، فضلاً عن الوضع الاجتماعي وشعوره بالاستقرار الاسري له الاثر الكبير في شخصية القائم بالاتصال، ولهذا ومن خلال التجربة وجدنا الكثير من الحالات التي يمر به القائم بالاتصال تحول دون جودة العمل وحسن الأداء، وكان منها النفسي والصحي والاجتماعي.

No comments:

Post a Comment