Sunday, January 29, 2017

نظرية الإعلام التنموي (التحديث)- نظرية ولبر شرام(*)

        تنطلق هذه النظرية في دور وسائل الإعلام في التنمية من خلال الأثر الذي تحدثه وسائل الإعلام في المحيط الذي تعمل فيه، ويربط شرام بين واقع تركيز وسائل الإعلام والإتصال، وبالتالي الخدمات الإعلامية التي تقدمها في المدن الكبرى ويوجد نقص شديد في المدن الهامشية أو الأرياف والقرى، وحسب شرام فهذا الأمر موجود في المدن الكبرى والهامشية في الدول المتقدمة والنامية على حد سواء. يدعو شرام إلى إجراء أبحاث إعلامية في الدول النامية من أجل زيادة المعلومات والدراسات المختلفة عنها ولمعرفة الإمكانيات الإعلامية المتوافرة فيها وهي تهدف إلى توضيح الرؤيا في كل ما يتصل بعملية الإتصال وفعاليتها. لا تستطيع البلدان النامية إنفاق أموال على حملات غير ناضجة بسبب عدم وجود معلومات وأبحاث، وجمهور وسائل الإعلام في الدول النامية متنوع الفئات والأحوال ويصعب التنبؤ بردود أفعاله، ووسائل الإعلام الحديثة تحتاج إلى البقاء وعلى صلة بجماهيرها والجماهير في الدول النامية تتحول بسرعة.  (العجمي، 2012، ص9).

        وينظر شرام إلى وسائل الإتصال الجماهيري في خدمة التنمية الوطنية باعتبارها "وكلاء للتغيير الإجتماعي" وقدد حدد ثلاث مهامٍ أو وظائف تستطيع أن تؤديها أو تعاون فيها وسائل الإتصال: (العبد، 2007، ص35-38) نقلا عن (شرام، 1970).

ومن أدبيات هذه النظرية أن وظيفة الإعلام تتمثل بـ:

(1) تستطيع وسائل الإتصال الجماهيري أن توسع الآفاق، فالذين يعيشون في مجتمع تقليدي يرون كما في وسائل الإتصال الجماهيرية وصفة سحرية، لأنها تأخذ الإنسان إلى مكان أعلى مما يمكنه أن يرى عند الأفق ثم تجعله ينظر فيما وراء الأفق.

(2) تستطيع وسائل الإعلام أن تركز انتباه المتلقين على الأحداث المهمة والأشخاص ذوي الهيبة، ذلك أن انتباه الجمهور يظل مركزا على التنمية، إذ يمكن أن يوجه الاهتمام من حين لحين إلى عادة جديدة أو سلوك جديد أو طريقة زراعية أو صحية جديدة أو إلى سلوك يؤدي إلى التحول العصري أو إلى شيء يتطلب التغيير الإجتماعي.

(3) تستطيع وسائل الإتصال أن ترفع من تطلعات الجماهير عالياً لأن الدول النامية في أمس الحاجة لإيقاظ شعوبها من القدرية والتفكير الخرافي إلى شحذ العزائم على الصعيدين الشخصي والقومي. ويجب الحذر من رفع تطلعات وآمال الناس دون تحقيق تلك الآمال، وإلا ستتحول إلى سخط وتذمر.

 

وظيفة اتخاذ القرارات:

         إن هذه الوظيفة تتصل بتغيير الاتجاهات الراسخة، إذ أنه لم يثبت قط أن الإتصال الجماهيري ذو فاعلية في مهاجمة الاتجاهات والقيم أو التقاليد الإجتماعية الراسخة، ويمكن لوسائل الإتصال الجماهيري أن تساعد بطريق غير مباشر في تحقيق عدد من الوظائف في مجال اتخاذ القرارات أبرزها؛ تغذية قنوات الإتصال العامة فيما بين الأشخاص، وتهب المكانة وتوسع رقعة الحوار بخطة التنمية، وتفرض الأوضاع الإجتماعية والمساعدة على تربية الذوق.

 

وظيفة التعليم:

         حيث يشير شرام إلى أن وسائل الإتصال تستطيع أن تعاون معاونة كبيرة في جميع أنماط التعليم والتدريب، فقد أثثبتت التجارب فاعليتها في ظروف عديدة مختلفة داخل المدارس وخارجها، وأثبتت قدرتها على تكملة العمل المدرسي وإغنائه، عندما عز توافر التدريس والمدارس، واثبتت قدرتها على التكفل بقدر كبير من مهمة التعليم، وأثبتت قدرتها الفائقة في مجال تعليم الكبار والتدريب على القراءة والكتابة.

كما اشار شرام إلى ستة وظائف لوسائل الإتصال الجماهيري في التنمية:

1- ينبغي استخدام وسائل الإتصال الجماهيري للمساهمة في خلق الشعور بالإنتماء لأمة واحدة.

2- يجب أن يستخدم الإتصال باعتباره صوتاً للتخطيط القومي.

3- إن الإتصال يجب أن يستخدم للمساعدة في تعليم المهارات الإتصالية الضرورية لعمليات التغيير الإجتماعي والتنمية.

4- إن الإتصال يجب أن يستخدم للإسهام في توسيع السوق الفعالة.

5- إن الإتصال يجب أن يستخدم لتهيئة الناس للقيام بدور جديد في سياق العمل التنموي.

6- يجب أن يستخدم الإتصال لإعداد التاس للقيام بدروهم كأمة بين الأمم.

                 

---------

المراجع

------------

¾   العجمي، محمد(2012). الإعلام تأثيره واثاره على النهضة الوطنية وما آلت إليه الأمة العربية. ملتقى الأغا. فلسطين: ديوان الأغا في خان يونس

¾   العبد، عاطف عدلي، والعبد، نهى عاطف(2007). الإعلام التنموي والتغير الإجتماعي، الأسس النظرية والنماذج التطبيقية. ط5. القاهرة: دار الفكر العربي.

 



(*) يعد ولبر شرام من الإعلاميين الذين بلوروا نظرية التحديث في مؤلفه (وسائل الإعلام والتنمية الوطنية) الذي نشر عام 1964".

No comments:

Post a Comment