الإعلام الإقتصادي:
يعد الإعلام الإقتصادي أحد أنماط الإعلام المتخصص فهو المحرك الأساسي لعمليات التكتلات والتجمعات والأحلاف الإعلامية وهو المحدد لقوة الدول والأمم والمجموعات الإقتصادية حيث تمكن من تعزيز المنافسة والجدوى والعائد المالي والمردود الإقتصادي وقد قام بدور أساسي في الحياة الإقتصادية والدولية والإجتماعية المحلية*.
يمكن تعريف الإعلام الإقتصادي على أنه
الإعلام المعني أساسا بمعالجة لأحداث والظواهر والتطورات في الحياة الإقتصادية
بجوانبها المختلفة، والهادف إلى التأثير في مسارات التطور والتغيير في الحياة
الإقتصادية، بما يعبر عن أفكار القوى التي تملك هذا الإعلام وتوجهه، ويخدم مصالحها*.
ولهذا
تخصص بعض وسائل الإعلام ومنها الفضائيات مساحة معينة من برامجها وميزانيتها لتغطية
النشاطات الإقتصادية والحركة المالية على مستوى العالم أو الدولة والاقليم. وتهدف
الفضائيات من ذلك إلى خدمة الإقتصاد المحلي أو العالمي أو جذب المعلنين أو الوصول
إلى جمهور معين لغرض اقتصادي أو اجتماعي.
من جهة
أخرى فإن الإقتصاد يحتاج إلى دعم ومساندة في الترويج والتحليل والتخطيط
والدعم في سبيل ايصال رسالة اعلامية متميزة لجمهور المتلقين سواء أكان عن
طريق الصحافة أو التلفزيون أو الاذاعة أو وسائل الإعلام الحديثة وقنوات التواصل الإجتماعي
عبر تويتر والفيسبوك واليوتيوب.
سمات
الإعلام الإقتصادي:
يتميز الإعلام
الإقتصادي كونه إعلاما متخصصاً بمجموعة من الخصائص والسمات تتمثل في الاتي*:
1. الاتساع: إذ يضم المجال الإقتصادي جوانب متعددة
(زراعة، صناعة، تجارة، خدمات)، يتألف كل منها من جوانب متعددة تشكل حياة كاملة.
2. الجوهرية والجدية: يتميز الموضوع الإقتصادي بأهميته
الحاسمة للفرد والمجتمع، وبدرجة حساسيته وخطورته وجديته، فهو من القضايا الأساسية
الجذرية للفرد والمجتمع، وبالتالي يندفع الإعلام لاستثمارها والتعامل معها.
3. التأني والمرحلية: يتميز الحدث الإقتصادي بأنه حدث
هاديء ورصين، وبعيد عن المزاجية والانفعالية والحركية، بل يتطور وفق ايقاع بطيء
لايعرف الاندفاعات والتقلبات السريعة، بعكس الحدث الرياضي أو السياسي أو الفني.
4. الجمهور النوعي: يتميز الإعلام الإقتصادي بارتفاع
مستوى جمهوره التعليمي والثقافي والتخصصي، فهو جمهور معني، ومهتم، وجدي، وربما
مختص، ومن ناحية العمر فإن كتلة هذا الجمهور الرئيسة هي من الشرائح التي تجاوزت
مرحلة الشباب، ومن ناحية الجنس فانه يتميز بطابعه الذكوري، إذ تقل نسبة الإناث
المهتمة بالشأن الإقتصادي في جميع المجتمعات، وتقل كثيراً في المجتمع العربي.
5. المعالجة التفسيرية: تفرض خصوصية المجال والموضوع
والحدث الإقتصادي والجمهور استخدام أساليب معالجة مناسبة، لذا يتم استخدام التغطية
الإخبارية التفسيرية في الإعلام الإقتصادي، كما يفسر استخدام أساليب التحليل
والشرح والتحليل في معالجة الموضوعات الإقتصادية، كذلك استخدام المعالجة المتوازنة
والاستمالات الذهنية، وبخصوص اللغة فإن الموضوع يفرض استخدام لغة ذات طابع تخصصي
تبذل جهود دائمة لتطويعها لمتطلبات الإعلام الجماهيري.
6. الكادر المتخصص: يفرض الإعلام الإقتصادي المتخصص وجود
كادر إعلامي اقتصادي متخصص ومؤهل إعلاميا واقتصاديا، إذ ينبغي أن يكون هذا الكادر
بموقع متقدم (ولو عدة خطوات) عن المتلقي، حتى يستطيع أن يشبع حاجاته الإعلامية
الإقتصادية المتزايدة والمتنوعة.
إذن الإعلام الإقتصادي الذي يستطيع أن
يقدم رسالة هادفة ويخدم الإقتصاد والمؤسسات الإقتصادية هو الذي يستقطب شريحة مهمة
من المجتمع سيبقى ويستمر ويحقق الاهداف الاستراتيجية في دعم الإقتصاد
الوطني وتطوير عمل المؤسسات الانتاجية والمالية والمصرفية لذلك يجب ان تعمل
الجهات المعنيه على اعتماد ستراتيجيه جديدة للإعلام الإقتصادي تستند إلى ماياتي*:-
1- الإعلام الإقتصادي
مصدر موثوق للتعريف بالنشاط الإقتصادي: ويتحقق ذلك عن طريق نشر الأخبار والآراء
والتحليلات وتفسير المصطلحات الإقتصادية المعقدة ونشر المعلومات التي تشمل على
الحقائق والأرقام والإحصائيات والدراسات والأبحاث.
2- الإعلام
الإقتصادي يهدف إلى نشر ثقافة الاصلاح الإقتصادي والتنمية المستدامة: يجب أن يتولى
الإعلام الإقتصادي المشاركة الإيجابية في عملية التنمية والإصلاح الإقتصادي وبرامج
إعادة الأعمار عبر تقديم صورة عن طبيعة التوجهات المستقبلية للإقتصاد والتعريف
بالنشاطات والفعاليات الإقتصادية والتنموية والطاقات المتاحة وتشجيع حركة التبادل الإقتصادي
والاستثماري بشتى مجالاته وصوره.
3- الإعلام
الإقتصادي يساهم في صناعه القرارات الإقتصادية: يتطلب من الإعلام الإقتصادي
القيام بتحسين المناخ الإقتصادي وتوسيع دائرة المشاركة في عملية صنع القرار الإقتصادي،
وتحسين درجة الشفافية وقبول الانتقاد وإبراز فلسفة التنمية وتوجهاتها، واستخدام
أدوات البحث العلمي لزيادة القدرات الإعلامية على التحليل والاستقراء،
والمهنية والمصداقية.
4- الإعلام
الإقتصادي يوجه سلوك المواطنين نحو أهداف التنمية الإقتصادية: ويتم ذلك بتحويل
الصحف ووسائل الإعلام الأخرى إلى مواقع لعرض نتائج الدراسات العلمية الإقتصادية،
ومنابر لتبادل الأفكار والآراء الإقتصادية والمعالجات الواقعية لقضايا وهموم
التنمية، عبر حضورها بقوة في الفعاليات الإقتصادية وتواصلها مع الحركة الأكاديمية
في هذا المجال، واختيار المعلومات والموضوعات بشكل دقيق وجذاب واستخدام أساليب
مشوقه من أجل جذب كل شرائح المجتمع للتفاعل مع الوسائل الإعلامية في مجال الإعلام
الإقتصادي.
5- تحليل عناصر
القوة والضعف في الإقتصاد العراقي: يجب
أن يقوم الإعلام الإقتصادي بالتعريف والتحليل لعناصر القوة والضعف في الإقتصاد
العراقي، وتحديد طبيعة الدور الذي يمكن أن تلعبه كل من أدوات السوق والتخطيط الإقتصادي
في عملية التنويع والتغيرات الهيكلية وتحفيز القطاعات الإنتاجية وبخاصة قطاع
الزراعة والصناعة التحويلية، على أجراء عملية التصحيح للهيكل الإنتاجي .
6-المساهمه في بناء
مقدمات الانتقال لاقتصاد السوق: القيام ببلورة الأفكار المتصلة باقتصاد
السوق ومزايا الحرية الإقتصادية وتعزيز دور القطاع الخاص في الإنتاج وخلق الوظائف
وبتوسيع نشاط المشروعات الصغيرة والمتوسطة.باعتبارها شرطاً لازماً لزيادة إنتاجية
المجتمع وإطلاق طاقاته وتنمية روح التنافس بين قطاعات النشاط الإقتصادي وخلق
الثقافة والوعي الإقتصادي الذي يمكن أن يساعد على تفعيل المشاركة الإيجابية
مع المتغيرات الناجمة عن التحول نحو اقتصاد السوق.
7- العلاقه مع
العالم الإقتصادي الخارجي: ومن واجباته الأساسيه الاهتمام بالقضايا المتعلقة
بعلاقة الإقتصاد العراقي بالعالم الخارجي وفي مقدمتها الانفتاح الإقتصادي والعولمة
والاتفاقيات التجارية الثنائية والمتعددة الأطراف والمناطق الحرة، وسبل زيادة
التدفقات المالية الواردة والاستثمار الأجنبي المباشر والاستفادة من مزايا العولمة
والانفتاح التجاري والإقتصادي .
المراجع
¾ خضور، أديب(2003).
الإعلام المتخصص. ط1. دمشق: المكتبة الإعلامية.
¾ شفيق،
حسنين(2006). الصحافة المتخصصة المطبوعة والإلكترونية. ط1. القاهرة: رحمة
برس للطباعة والنشر.
¾ المشاقبة، بسام
عبد الرحمن(2013). الإعلام الامني. ط1. عمان: دار اسامة.
¾ النصيري، سمير
عباس (2015). دور الإعلام الإقتصادي العراقي
في الاصلاح الإقتصادي. شبكة الإقتصاديين العراقيين. http://iraqieconomists.net/ar)
No comments:
Post a Comment