Wednesday, May 25, 2016

العلاقات العامة الرقمية


العلاقات العامة الرقمية.............             نجم العيساوي


تبدأ مسيرة العلاقات العامة من مرحلة الكتابات والنقوش الأثرية التي استخدمت للتواصل مع الآخر مروراً بالحمام الزاجل ووصولاً إلى الأنترنيت تطورت آليات العمل في العلاقات العامة، حتى ظهر اليوم ما يُسمى بـ (العلاقات العامة الرقمية)، والتي تعني العلاقات العامة القائمة على استثمار تقنيات الاتصال الحديثة.

ويبقى مفهومها هو ذات المفهوم الذي يؤكد على الجهود المخططة التي يقوم بها الفرد أو المؤسسة أو الدولة لكسب ثقة الجمهور، وتحقيق التفاهم المتبادل من خلال الاتصالات المستمرة والسياسات والأفعال المرغوبة لتلبية احتياجات الجمهور في إطار ما هو ممكن ومشروع. (عجوة، 2008، 24). أو "الجهود المخططة والمستمرة لتأسيس وصيانة السمعة الحسنة والتفاهم المتبادل بين المؤسسة وجمهورها". (سلوم، 2001، 10)

تتطلب وظائف العلاقات العامة الرقمية إعادة صياغة الأساليب التقليدية أو تحسينها وتطويرها لتكون ملائمة لعصر التواصل الاجتماعي، لاسيما مع الميزات الجوهرية التي أضيف إليها بإضافة سمة الرقمية من الاستمرارية والسرعة والشفافية وسهولة التحري عن المصدر وقياس أثر المضمون أو الخدمة وتقييم الأداء بشكل مستمر دون عناء كبير.

ويتمثل دور العلاقات العامة الرقمية في عصر المعلومات؛ بالقدرة على إدامة العلاقة مع الجمهور وتشكيل صورة ذهنية جيدة عن الفرد أو المؤسسة، وأهم ما سيحتاجه ممارس العلاقات العامة الرقمية - إضافة عن متطلبات العلاقات العامة التقليدية- هو مرونة التعامل مع المعلومات وإدارة المعرفة.

تتركز أدوار العلاقات العامة الرقمية بأدوات الإتصال الرقمية وهي:


أ-الموقع الإلكتروني
Website: يعد الموقع الإلكتروني الصورة الناطقة باسم الفرد أو المؤسسة، ففيه تضع تأريخها ومواقفها وشخصياتها، وبالتالي فهو مركز النشاط لإدارة العلاقات العامة. ومن خلال هذا الموقع تقوم المؤسسة أو الفرد بتحديد نوع التواصل مع الجمهور، ورفده بالمعارف التي يريد أن يوصلها إليه، أو يشعر بضرورة الاطلاع عليها من قبله. وسيكون من الهام جداً العناية بالمظهر الخارجي للموقع من ناحية التصميم والألوان وطريقة التصميم فضلا عن المضمون والذي يحدث بشكل مستمر.


ب-البريد الإلكتروني
E-mail: وهو من أكثر وأسبق وسائل الإتصال انتشاراً، وتعتمد المؤسسات والأفراد في إرسال الرسائل المفردة والمتعددة لجهة أو جهات كثيرة في آن واحد. ويمكن أن تستثمر من خلال البريد الإلكتروني قوائم البريد الإلكتروني.


جـ-مواقع التواصل الاجتماعي
Social Media: ما تزال شبكات الواصل الاجتماعي تمثل حالة من الإنبهار لدى المستخدمين على الرغم من مضي سنوات على نزولها واستخدامها من ملايين المستخدمين عبر العالم، والعلاقات العامة الرقمية تعد هذه الشبكات الأدوات الرئيسة للتواصل، ومن خلالها يتم الحكم على مواكبة العلاقات العامة لتقنيات الاتصال الحديثة من عدمه. وتؤدي مواقع التواصل الاجتماعي ومنها (فيسبوك Facebook، تويتر Twitter، يوتيوب YouTube) دوراً هاماً في نقل الأخبار والتعليقات والآراء ووجهات النظر والصور والتسجيلات عن كل ما يحدث في محيط الفرد أو المؤسسة؛ ولذا فأغلب الأفراد والمؤسسات التحقت بهذه المواقع وجعلت إدارتها جزء لايتجزأ من العملية الإدارية للمؤسسة، والحقت في أغلب المؤسسات بجهاز العلاقات العامة لنشر ما يستجد في المؤسسة من أخبار وبيانات وتقارير وتوضيحات وإرشادات وغيرها ومتابعة تفاعل الجمهور، والرد على تعليقاتهم إن اقتضت الحاجة.


على الرغم من الثورة الإتصالية التي أحدثتها شبكات التواصل الاجتماعي واكتساحها لعالم الاتصال على المستوى الشخصي والمؤسسي، والمحلي والعالمي، إلا أنه ما تزال هناك بعض العقبات التي تعترض تلك الوسائل أو تحد من استثمارها بالصورة اللائقة والكافية:

1- شعور بعض المؤسسات بالاستغناء عن مواكبة التطور الحاصل في عالم الاتصال، إما لكونها مؤسسات تعتمد على طرق تقليدية أخرى، أو لكونها مؤسسة عامة يغيب فيها الحرص على التواصل مع جمهورها.

2- عدم إيلاء العلاقات العامة الرقمية الأهمية الكافية ضمن خطة المؤسسة، وبالتالي عدم رصد مخصصات مالية لإنشاء وإدارة تلك الشبكات واستثمارها في التواصل مع الجمهور. وتبعاً لذلك لن يكون هناك تأهيل أو تدريب لموظفي العلاقات العامة على استخدام تقنيات الاتصال وشبكات التواصل الاجتماعي وتوظيفها في تحقيق وظائف العلاقات العامة.

3- ضعف وعي بعض المؤسسات والعاملين فيها بأهمية تلك المواقع والتقنيات في التواصل مع الجمهور وقدرتها على توفير الجهد والوقت والمال.


• سلوم، إلياس(2001). تقنية العلاقات العامة. دمشق: دار الرضا للنشر.

• عجوة، علي (2008). الأسس العلمية لعلاقات العامة. ط5. القاهرة: عالم الكتب.


No comments:

Post a Comment