العلاقات العامة والإعلام الجديد.................. نجم العيساوي
انطلاقاً
من الهدف الأساس للعلاقات العامة في أية مؤسسة وهو بناء صورة ذهنية طيبة عن
المؤسسة من خلال الخدمات والمنتجات التي تقدمها لجمهور معين، تسعى العلاقات العامة
اليوم أن تستثمر التقنيات الاتصالية الحديثة، ومنها الإعلام الجديد وتطبيقاته،
لاسيما بعد أن أصبح جزءا لايتجزا من الحياة الشخصية للإنسان، وهذه قد أضافت ميزة
إيجابية أخرى في وظيفة الإتصال في العلاقات العامة، فبعد أن كان الاتصال يتطلب إيجاد
الوسيلة الإتصالية أولا، فاليوم لاتتعدى الحاجة بذلك سوى وضع الإعلانات في منصات
الإعلام الجديد لتصل جمهورا واسعا وعريضا ماكان ليصل إليه الاعلان في الوسائل
التقليدية لفترات طويلة. فالإعلام الجديد اختصر الزمان والمكان والجهد، وزاد في
السعة والتغطيات، واختصر الأعباء المالية في تكاليف الإعلانات وجودتها.
ولكون
الإعلام الجديد يتميز بإمكانات متعددة وكبيرة، فإن العلاقات العامة في المؤسسات
الحكومية والخاصة يمكن أن توظف هذه الميزات في تحقيق أهدافها العليا وخدمة العملاء
في الوقت ذاته، ولايمكن أن يحدث تقاطع بين أهداف المؤسسة وخدمة عملائها، لأن
الأساس الذي قامت عليه العلاقات العامة هو أن هدف خدمة العملاء (الجمهور) هو أس
أهداف المؤسسة الرئيسة، ولايمكن أن تقوم استراتيجية مؤسسة ما دون أن يكون على رأس
أهدافها خدمة الجمهور أو العملاء، سواء كان ذلك الجمهور داخليا أم خارجيا، وهذا
يعود إلى طبيعة عمل المؤسسة ذاتها، فالمؤسسة الخدمية والثقافية والاجتماعية
والاقتصادية هي غير المؤسسات الأمنية، والأمنية غير العسكرية وهكذا.
وبحسب
المؤتمرات التي تعقدها الجمعية الدولية للعلاقات العامة (IPRA) (International Public Relations Association) فقد توصلت إلى
ضرورة اعتماد وسائل التواصل الإجتماعي والإعلام الجديد في وظائف العلاقات العامة
لكونها أضحت من الوسائل الاتصالية عابرة القارات والقادرة على كشف المستور وكشف
الغطاء عن كثير من الممارسات السياسية والعسكرية والاقتصادية والإعلامية تجاه
الآخر. بالإضافة إلى كونها وسيلة دعاية وترويج تستخدم في حملات الترشيح للمناصب
العليا في دول العالم، وتعدت إلى كونها أضحت وسيلة لجمع التبرعات الخاصة بدعم
المشاريع الإغاثية والاجتماعية وحتى السياسية.
ففي
الحملات الانتخابية مثلاً والتي ينشط فيها كثيرا ممارسو العلاقات العامة، يظهر
جليا دور الإعلام الجديد في الترويج والدعايات وحتى الإشاعات، كما تظهر الإمكانات
العالية لتطبيقات الإعلام الجديد في الدعايات وتحقيق وظائف الحملات التي تقوم بها
أجهزة العلاقات العامة.
فماذا
يترتب على ممارس العلاقات العامة وماذا ينبغي له أن يصنع وهو على أعتاب التقدم
الهائل بوسائل الإعلام لاسيما الجديد ومنها شبكات التواصل الاجتماعي؟
بالطبع
فإن مستلزمات العلاقات العامة مع الإعلام الجديد لاتختلف من ناحية الأصل، لكنها
تحتاج إلى مرونة وإبداع أكثر، لإن الوقت والمنافسة شديدة. فممارس العلاقات العامة
ينبغي له أن يتمرن على أدوات قياس اتجاهات الرأي العام وكيفية تحديد المشكلات وجمع
المعلومات وخطوات تخطيط نشاط العلاقات العامة وقياس ردة الفعل والتأثير والتعرف
على قنوات الاتصال المختلفة وطرق اختيار البديل الأفضل للوصول للفئة المستهدفة، والأنماط
الاتصالية المختلفة ومهارات التعامل مع كل نمط يضاف إلى ذلك التعرف إلى تقنيات
استخدام تطبيقات الإعلام الجديد بمرونة كبيرة، فضلاً عن أهمية إدراك المكونات التي
تشكل الإتصال الإقناعي في الرسائل الإعلامية الموجهة عبر تطبيقات الإعلام الجديد والكيفية
التي تعمل بها هذه المكونات وتتفاعل في إطار خصائص الإعلام الجديد.
ومن مزايا هذا العالم هو قدرة تقنيات الاتصال الفوري عبر شبكة
الأنترنت ومن خلال تقنيات التجارة الإلكترونية على توفير احتياج الزبون بسرعة ودقة
متناهية.
No comments:
Post a Comment