الإرهاب دينُ من لادين له..
نجم العيساوي ----- كاتب وإعلامي عراقي
لا أعلم أوقاتاً مقلقة يعيشها العالمُ كما هي
الآن، فالعالم لم يعد يفرق بين إرهاب داعش أو ماعش أو إرهاب جماعات الضغط التي
تتخذ من العنف والقتل وسيلة للابتزاز والمساومة، أو حتى إرهاب الدول الكبرى في قتل
الآمنين في كثير من بلاد العالم.
يستيقظ العالم على خبر تفجيرٍ مروع في باريس
تصحبه عملية قتل جماعي، وباريس والعالم الغافل حولها والماكر كذلك يشير دائما
باصابع الاتهام إلى جماعاتٍ إرهابية، ولن يفكر أحد إلا أن تكون هذه الجماعات ممن
تزعم الإسلام!
ما يجري في العالم أكبر من أن يحيط به ضحية
العنف، بل أكبر حتى من تفكير ومعلومات إدارات بعض الدول الكبرى إن لم يكن أغلبها، فأغلب
رؤوساء دول العالم تشبه أفلام الكارتون – هناك من رسمها بدقة بكل أطرها موزعة على
ثواني الزمان لئلا تتحرك أو تعلم إلا ما يريد من رسم ولون، فهم يؤدون أدواراً
مرسومة ومخططة، وهم لاعلاقة لهم بذلك!.
هناك مخرج ما للقضية برمتها، والمخرج ليس
حتما أن يكون فرداً واحداً، بل قد يكون مجموعة من الأفراد، أو ربما مجموعة من
الأدوار تكمل بعضها بعضاً، تأخذ بعدا عريضا وبعيداً لئلا يستطيع شخص ما أن يلملم
أطرافها، فهي دراما معقدة، وحلقاتها قُلْ هي الفٌ بل زد في عددها ولاتبال.
باريس.. ومن قبلها بيروت، ومصر، وكبيرتهم
نيويورك تعرضت وما زالت إلى هجمات مرعبة، وفي الوقت ذاته هناك مقصلة نصبت في
العراق وسوريا وليبيا واليمن يحرق فيها الأخضر واليابس، ويقتل فيها البريء والعاجز،
ويدمر فيها كل شيء فيه قوامة الحياة للناس، والحجج اقبح من الفعل.
داعش حجة تم تجهيزها، كيف ومتى؟ لسنا من يجيب؟ لأننا
لم نكن يوماً فطنين إلى أن صنعة الارهاب يجيدها أناس تمرسوه واستمرأوه، وما كان
العرب يوما من يجيد ذلك، وهم يعلمون ذلك جيدا!.. واذا اختلط الأمر فانظر إلى آثار
أفعال كل من داعش وماعش والتحالف الدولي حتى، قتل الابرياء.. تخريب البنى التحتية
للأمة، استنزاف العقول في الهروب أو التسويغ أو الاعتذار، والنتيجة أمة تتلاشى،
وتضمحل، وأظنها في حالة، الموت أهون الشرين!
الحاجة الفعلية لهذه الامة وفي ضعفها الشديد
الذي تعيشه شيء واحد فقط.. نعم شيء واحد فقط، وهو صرخة حرة لمن كان حرا! وهي أمنية
أن يخرج بيان عربي أو إسلامي يخاطب فيها أوربا والغرب: كفوا ايديكم عن ذبح شعوبنا،
والتفتوا إلى منظماتكم السرية التي تقتلكم لتقتلوا غيرهم.. خذوا داعشكم وامنعوا
ماعشكم.. واعلموا أن تحالفاتكم وميليشياتكم بداعشها وماعشها هي من خربت بيوتنا
وستخربون بيوتكم بايديكم.. اللعبة اشرفت على الانتهاء.. GAME IS OVER
ملاحظة: الارهاب هنا المقصود به التجاوز على الاخرين ظلما وبطرا واعتداءا
No comments:
Post a Comment