Thursday, April 2, 2015

اللعبة السياسية .. نسقٌ أم أنساق


اللعبة السياسية .. نسقٌ أم أنساق

نجم العيساوي[i]
=======================

يخيل للمتابع أحياناً أن مصطلح "اللعبة السياسية" هو ذاته أينما حلّ وارتحل، وأن اللعبة فعلا هي نفسها تتكرر في كل نظام وكل بلد، لكن الحقيقة غير ذلك عموماً وان اللعبة السياسية متعددة الاوصاف والمآلات، وتختلف معالجاتها كلما اختلفت مدخلاتها، اذ ان من المؤكد هناك مخرجات مرجوة واهداف تختلف من نظام لنظام ومن بلد الى بلد.

 

أما مفهوم اللعبة السياسية فهو ذاته يختلف التعاطي معه ومايعني هنا لعبة، قد في بلاد اخرى حقيقة مكشوفة للجميع، ومايكون هنا واقعا ماثلا فهناك هو لعبة يتخفى لاعبوها وراء مئات الاطنان من الحديد والنار والشاشات والبرامج.

 

ويكثر غالبا الخلط بين المفاهيم السياسية في دول العالم الثالث، الى الحد الذي يبلغ فيه بعض زعماء السياسة قمة الخداع والمراوغة وهو يزعم أنه سياسي حاذق، ومفاوض بارع.. ويكثر هذا النوع في السوق السياسية بينما يطرد منه سياسيون كبار لأنهم لايجيدون بيع الاوطان وشراء الذمم.

 

بل وفي بعض البلاد النامية تجارة رائجة يبخس فيها الوطن، ويستحصل من ورائها النفعيون مكاسب كثيرة، وهي تجارة "الوطنية" والتي يصطبغ بها كل افاك وحيال للضحك على أذقان الجمهور والضرب بها على أقفية الغافلين.. وما الوطنية عند هؤلاء بأكثر من دهان وطلاء يرومون منه خداع الناس وتمرير جهلهم وتجاراتهم ومساوماتهم.

 

يرى (( كينيون غيبسون )) " أن الوطنية شيء جيد، لكن من هو الوطني؟. هل هو الأبله ‏الذي يلوح بعلم الوطن في المناسبات الشعبية ولديه عاطفة جياشة ويطلق شعارات كاذبة ‏في مسيرات وتظاهرات الزيف. هذه تفاهة... هل تريد أن تكون وطنياً ؟. إذاً عليك تجاهل ‏أولئك الحمقى ".‏

 

فاليوم من قواعد اللعبة ضرب الامن الاجتماعي واثارة الفوضى لاغراض إما توسعية أو سلطوية، أو حتى اصناعة فرص الانتقام من المخالفين، بينما في بلد اخر يعتبر الأمن الاجتماعي عقد شرف غير قابل للمساس باي حال من الاحوال، فلايدخل ضمن اللعبة ولا باي ثمن.

 

ومن قواعد اللعبة السياسية أنها تنتج في العالم النامي غالبا تاجرا يبيع ويشتري، ثم يباع ويُشترى، وهناك تنتج اللعبة السياسية إما تاجراً سياسياً أو سياسيا تاجرا.

 

اذا فاللعبة السياسية في عالمنا نسقٌ واحد يعمل المتربص أن تكون باتجاه وضع الشعوب موضع المتهم الخائف المسلوب الارادة، أما في دول العالم الاخرى فهي انساق تتعدد لكنها تتمحور وتتأقلم لمستقبل دولة قوية مهيمنة ومصلحة شعب يدعم ويساند.

 

ان اللاعبين الكبار دائما يبحثون في فوارق الاخرين ليصنعوا منها وقوداً لنار يسعرونها يقذفون بها الناس كعيدان الحطب.

وكم من واحد يظن نفسه لاعبا كبيراً وهو ملعوب عليه ولايدري.. وحتى بعد أن يكتشف خيوط اللعبة سيجد اللعبة اعقد مما يتصور ويقدر، لكن أن يعلم بالطبع افضل من ان لايعلم.ويساند.وكريمةئف المسلوب الارادة،

 


[i] كاتب واعلامي عراقي [najmaleessawi97@gmail.com]

No comments:

Post a Comment